قرر عبد الإلاه بنكيران تعيين صديقه وكاتم أسراره عبد الله باها وزيرا للدولة، حتى لا يخرج الرجل من "المولد بلا حمص" على رأي إخواننا المصريين، وذلك بعدما خاب أمله في تعيينه نائبا له في الحكومة المقبلة، بالنظر إلى مخالفة هذا التعيين بنود الدستور الجديد، وتمكن بنكيران من إيجاد منصب مريح لرفيقه دون مسؤولية، وهو ما أثار استغراب كثيرين، خصوصا أن منصب وزير دولة تتقلده بعض الشخصيات التي قضت ردحا من الزمن في تدبير الشأن العام، وغالبا ما يتم تكليفها ببعض المهام من قبل الملك، كما أنها شخصيات وازنة تلعب أدوارا خاصة في الحكومات التي تلتحق بها. مصادر قالت، إن بنكيران لم يرقه إبعاد من يعتبره كاتم أسراره، حيث ظل يبحث له في دولاب حكومته عن حقيبة تلائمه، فلم يجد غير وزير دولة، وكفى الله المؤمنين القتال، لكن المصادر ذاتها، عادت لتؤكد أن حكومة بنكيران التي جاءت في خضم الحراك السياسي الذي يعرفه المغرب، لا يمكن أن تنتحل منصبا من هذا القبيل، بالنظر إلى الملفات الكثيرة المطروحة على طاولتها والتي تحتاج إلى كفاءات وازنة، لها رصيد معرفي وثقافي مهم. واعتبرت المصادر ذاتها، أن موقف بنكيران لا يختلف عن مواقف من سبقوه من خلال بحثه الحثيث عن إرضاء المقربين منه، ولو كان ذلك على حساب مالية الدولة، حيث توقعت المصادر، أن يكلف تواجد عبد الله باها في حكومة الملتحين مبلغا يفوق نصف مليار سنتيم، إلى جانب كثير من الامتيازات الأخرى التي سيحصل عليها، والتي لا قبل للدولة بها، مضيفة أن بنكيران أخلف كثيرا من وعوده كما تنازل عن كثير من مواقفه السابقة، موضحة أن فوبيا السلطة أصابت زعيم الإسلاميين مبكرا، وجعلته لا يضع حدا بين علاقاته الخاصة ومصالح الدولة، وأوضحت أن اقتراح تعيين باها نائبا له، قبل أن يتدارك ويقترحه وزير دولة فيه كثيرا من الأخطاء التي لا يحتملها جسد حكومته المهلهل والمليء بالثقوب، قبل أن تشدد أن الأمر يدخل في باب العبث الذي ما فتئ يطلقه بنكيران منذ تعيينه رئيسا للحكومة، داعية في الوقت نفسه إلى تدارك الأمر وتصحيح خطإ قد تكون له عواقب وخيمة مستقبلا، خصوصا أن باها لم يسبق أن تحمل أي مسؤولية من أي نوع، وظل فقط يعمل في ظل بنكيران، مشيرة إلى أن بنكيران يسعى لفرض كثير من الأسماء المقربة منه ربما لتوفر له كثيرا من الحماية التي سيحتاجها مستقبلا.عبد المجيد أشرف