أعرب الرئيس التونسي عن أمله في أن تتمخض القمة المغاربية المقبلة بتونس ٬ والتي قال إنها مقررة في العاشر من أكتوبر القادم ٬ عن "مغرب كبير يتنقل فيه المغاربيون ويقيمون ويشتغلون بكل حرية ويفتح فيه الباب أمامهم لحرية الاستثمار ولتحقيق المواطنة المغاربية". قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ٬ إنه " لا مكان لأية دول مغاربية اليوم ٬ إلا وهى متحدة ومتضامنة في إطار اتحاد مغاربي"٬ معتبرا أن تحقيق الاندماج المغاربي أصبح يشكل "ضرورة قصوى تمليها العاطفة والمنطق والمصلحة". ودعا المرزوقي ٬ في كلمة ألقاها أمس الجمعة ٬ في افتتاح ندوة نظمتها رئاسة الجمهورية التونسية ٬تحت عنوان "الحريات الخمس في المغرب العربي رؤية اندماجية" ٬ إلى جعل هذه الحريات٬ التي تضمن لمواطني البلدان المغاربية الخمس أينما وجدوا حرية الإقامة٬ والعمل٬ والتنقل٬ والتملك ٬ والمشاركة في الانتخابات البلدية "أولى الخطوات على طريق الاندماج المغاربي والمدخل إلى مغرب المؤسسات الخمس٬ أي البرلمان والمفوضية والجامعة والدستور والمحكمة الدستورية". وأشار الرئيس التونسي إلى "تزايد التحديات الاقتصادية والأمنية والإستراتيجية"٬ التي أصبحت تواجه بلدان المغرب العربي٬ مشيرا الى أنه " لا يمكن مواجهة هذه التحديات بصفة فردية ٬ بسبب تشتت الجهود ٬ مما يجعل مواجهتها غير ناجعة". وقال الرئيس المرزوقي إنه طرح على قادة المنطقة خلال جولته المغاربية٬ في فبراير الماضي٬ موضوع تفعيل المؤسسات المغاربية المشتركة في إطار "رؤية اندماجية جديدة"٬ أطلق عليها "مغرب الحريات الخمس"٬ مشيرا إلى أن هذا المقترح "لقي تجاوبا كبيرا" من قبل قادة الدول المغاربية. يذكر أن هذه الندوة التي حضر جانبا منها وزير الشؤون الخارجية والتعاون ٬ سعد الدين العثماني ٬شارك في تنشيطها عدد من الباحثين والخبراء من تونس وبعض المنظمات الاقليمية المختصين في مجال الاندماج الاقتصادي والاجتماعي . وقد تناول المشاركون بالتحليل عددا من المحاور ٬ من بينها "الوضع الراهن للحريات الخمس في الاتحاد المغاربي.. اقتراحات للتطوير" ٬ و " الأجانب في الانتخابات البلدية ببلدان الإقامة من خلال التجارب الدولية"٬ و" الاندماج الاقتصادي الإقليمي ..الاستثناء المغاربي"٬ بالإضافة إلى عرض تجارب عدد من التجمعات الجهوية في مجال الاندماج الإقليمي.