في خطوة مستفزة للمغرب حكومة وشعبا، قامت الحكومة الإسبانية، يوم أمس الجمعة، بمنح وسام "سَانْ فِيرْنَانْدُو"، وهو أعلى وسام عسكري، لفيلق "أَلِيكَانْتْرَا 14 للخيالة" تكريما على خوضه حرب الريف ضد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي. الفعل جاء باقتراح من وزير الدفاع الإسباني بِيدْرُو مُونِيس الذي رأى أنه "من الضروري تخليد ذكرى هؤلاء الجنود لدفاعهم المستميت عن مليلية.. وبطولاتهم في مواجهة الرّيفيّين".. وذلك بعد مرور أيّام قلائل عن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المغربيّة، عبد الإله بنكيران، والتي ووكبت بأصداء لم تتردد في إعلان "نجاحها". وقال عبد السلام بوطيّب، الناشط السياسي والجمعويّ العاني بملفات العلاقات المغربية الإسبانيّة، إنّ هذه الخطوة "خطيرة ومفاجئة للغاية.. وفيها احتقار للآلام المشتركة"، وزاد: "كان على الحكومة الاسبانية تعميق النظر لاقتراح منهجية معالجة آثار الحقبة الاستعمارية بدل تعميق الجراح ومحاولة إلهاء الإسبان عن الأزمة التي يعيشونها". من جهة أخرى قال الناشط الحقوقي شكيب الخيّاري بأنّ ما أقدمت عليه الحكومة الإسبانية يعدّ استفزازا "تماما كما سبق وأن فعلت حين بعثت بوفد يمثّلها عام 2006 في افتتاح متحف الماريشال أمزيان ببلدية بني انصار وتحت إشراف مغربي صرف".. وزاد الخيّاري: "لقد سبق وأن اعتذر رسميا رئيس الوزراء السابق ثاباتيرو عن هذا الخطأ المؤلم بقدر ألم حرب الريف ودور الماريشال أمزيان في الجرائم ضدّ الانسانية التي اقترفت بالمنطقة". واعتبر نفس الناشط أنّه "للإسبان كامل الحق في تكريم ضحاياهم، بل هو من الواجب، شريطة أن تعترف مدريد بكونها ساقت عسكرها للموت بالاعتداء على الريف".. "على الإسبان عدم العمد إلى تحريف التّاريخ كما رُصد في التعاطي مع حالة الماريشال أمزيان" يزيد الخياري.