لا يزال الأستاذ س. هاربا وإلى حدود الساعة، بمدينة مراكش خوفا من ثأر أولياء تلاميذ منطقة دوار أولاد معزوز بمنطقة زمران الشرقية التابعة لقلعة السراغنة، بعد أن وصلهم نبأ قيامه، وخلال فترة طويلة، بالتحرش الجنسي بتلميذاته اللواتي يدرسن لديه بالمستوى الثاني والثالث الابتدائي بمدرسة "اولاد معزوز" التابعة لنفس الدوار. وتعود تفاصيل القضية بعد أن فجرت إحدى التلميذات، الأربعاء الماضي، فضيحة مدوية، حين أخبرت والديها بأن الاستاذ س. يقوم بالتحرش جنسيا بها عبر لمس جسدها وشعرها وجانب سروالها، لتنتشر بعدها الفضيحة بسرعة كبيرة، حيث اتضح أن س. يقوم بنفس العملية مع باقي تلميذاته، البالغ عددهن حسب التحريات 15 تلميذة، منذ مدة طويلة مستغلا صمت ضحاياه وعدم تبلغيهن لأولياء أمورهن. وحسب المعطيات التي توصلت بها هسبريس، فإن الأستاذ المتهم يبلغ من العمر 53 سنة، متزوج ولديه أبناء، كما قضى أكثر من 20 سنة في التدريس، وهو هارب حاليا خوفا من ثأر عائلات التلميذات "ضحايا التحرش الجنسي"، حيث قال مصدر مطلع أنه لولا إبلاغ أحد ساكنة الدوار الدرك الملكي من أجل حماية الاستاذ المتهم لكانت نهايته على يد أبناء دوار أولاد معزوز الذين صدموا لهول الفضيحة التي أطلت عليهم يوم الاربعاء.. فيما نفى المتهم، لدى استماع مصالح الدرك الملكي إليه بمركز سيدي رحال، كل ما نسب اليه، معتبرا أن الأمر لا يعدو أن يكون وشاية من أجل الانتقام منه. وبعد سماع الخبر الفاجعة، انتقل مجموعة من النشطاء الحقوقيين إلى الدوار المذكور، من أجل معاينة الضحايا والاستماع الى شهاداتهن وشهادات أوليائهن. حيث أكد محمد الغلوسي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، في اتصال مع هسبريس، أن الجمعية تلقت اتصالات متضمنة لشكايات من عائلات الضحايا تتعلق بتحرش جنسي لأستاذ يُدرّس بالمدرسة الابتدائية التابعة لدوار أولاد معزوز، وبعد حضور لجنة ممثلة من فاعلين حقوقين ومحامين تم عقد لقاءات مع التلميذات من أجل الاستماع إليهن بشكل فردي وجماعي. ويؤكد الغلوسي أنه، وبعد جلسات الاستماع تلك، "تيَقنّا أن الأمر يتعلق بتحرش جنسي وباتهامات خطيرة موجهة للأستاذ المعني"، حيث يقوم هذا الأخير بلمس مناطق حسّاسة من أجسادهنّ، كما يتلفظ مرارا بألفاظ نابية جدا، كما طلب مرة الذهاب مع إحدى التلميذات إلى المرحاض قبل أن ترفض ذلك" يضيف الغلوسي الذي شدد على ضرورة التريث في اصدار أي حكم، لأن الامر يحتاج الى تحريات وأبحاث من أجل التأكد، كما يجب توفير الضمانات الكاملة للأستاذ المتهم، لأن الحكم الأخير يرجع للضابطة القضائية. وفي نفس السياق، أفاد الناشط الحقوقي أن عائلات الضحايا قامت بمعية المحامين بوضع شكاية لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش أول أمس الخميس من أجل أن يصدر أمر من الضابطة القضائية لتعميق البحث والاستماع الى كل الاطراف. وقد خلف هذا الخبر تدمرا واستياءً شديدين في نفوس ساكنة دوار أولاد معزوز بمنطقة زمران الشرقية، كما خلف صدمة قاسية لدى أولياء الضحايا، خصوصا وأن أُسر الدوار، ومن بينها أسر بعض الضحايا، كانت تضايف الأستاذ غير ما مرة في بيوتها، يضيف مصدرنا. وأكد لنا محمد الخلفي، أحد ساكنة الدوار، في اتصال مع هسبريس، أنه هو من قام شخصيا بالاتصال بمصالح الدرك الملكي ليخبرهم بضرورة إخلاء الاستاذ من المنطقة ومنعه من الدخول إليها، وإلا فستكون نهايته على يد أبناء المنطقة المعروفين بأخذهم بالثأر، مضيفا أن المدرسة التي يُدرّس بها الاستاذ المتهم تعاني من عدة مشاكل كغياب المدير والأساتذة، مشيرا إلى أن التلميذات الضحايا يواصلن دراستهم حاليا بشكل عادي حتى لا تنعكس الصدمة على نفسياتهم.