“دَارْلي الحُشومَة” بهذه الكلمات البريئة صرح الطفل “ب.م” للدرك الملكي بجرسيف عن تعرضه لاعتداءات جنسية متكررة من طرف أساتذه “ال.م”، 57 سنة، متزوج و أب لثمانية أبناء، أثناء فترة الاستراحة و انشغال التلاميذ باللهو بساحة فرعية زبزيط التابعة لمجموعة مدارس بني ديمال بالجماعة القروية رأس القصر- جرسيف، مغررا بالطفل “ب.م” المزداد بتاريخ 17 أكتوبر 2004 بمنحه ما يقل عن الدرهم الواحد أو بعض الحلويات بعد تفريغ مكبوتاته الجنسية و تهديديه بالقتل في حالة إفشاء ذلك لأحد أفراد عائلته أو أصدقائه. و تعود بداية هذه الحكاية المؤلمة، بعد اعتقال المتهم “ال.م” بتاريخ 31 يناير المنصرم، مباشرة بعد افتضاح أمره بين ساكنة الدوار و اعترافه “لجْمَاعَة” بزلته بعد ضبطه متلبسا من طرف أب “ب.ع” إحدى التلميذات “ب.ف”، و العامل بمطبخ نفس الفرعية التربوية، في خُلوة غير بريئة مع ابنته التي لم تتجاوز الست سنوات ممدة على طاولة داخل حجرة دراسية، و في وضعية شاذة جنسيًا، تَعَود المتهم على ممارستها على الطفلة المزدادة بتاريخ 15 أبريل 2005 ، مستغلاً في ذلك انشغال زملائها باللهو بساحة المؤسسة، و برائتها بعدما وُجد في يدها قنينة صباغة أظافر، ربما استعملها الجاني للتغرير بها حسب إفادات والدها. بنفس الأسلوب “التغرير” و باستغلال نفس الظروف “فترة الاستراحة” تعرضت الطفلة “ال.ح” المزادة في 19 ماي 2005 لنفس الممارسات و التحرشات الجنسية المتكررة من طرف أستاذها “ال.م”الذي سبق له و أن درًس كذلك والدها المسمى “ب.ع” و عمها “ب.م” أب الطفل “ب.م” والذي تربطه بهما علاقة قرابة عائلية حسب ما أفادا به يومية تازا سيتي الإليكترونية، وكذا إشارتهما عن وجود عدة ضحايا في صفوف التلاميذ بنفس الفصل يرجح تعرضهم للنفس التعنيف من طرف نفس المتهم، لكن أولياء أمورهم فضلوا عدم التبليغ حفاظا على ماء وجه عائلتهم و خوفا من العار الذي قد يلحق بهم، رغم كون أحدهم قد تنازل عن حقه في تحريك الدعوى العمومية ضد المتهم لكنه قدم شهادته لدى الدرك الملكي بجرسيف. هذا الأخير، أحال المتهم يوم 01 فبراير 2011 على أنظار المحكمة الاستئنافية بتازة التي تتابعه حسب ملف التحقيق 09/11 بجناية هتك عرض قاصرين بالعنف (مع التهديد)، و ذلك بعدما تقدم أولياء التلاميذ الثلاثة بشكاية جماعية بتاريخ 24 يناير 2011، و إجرائهم لكشوفات طبية بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة يوم الأربعاء 02 فبراير، و إدلائهم في نفس اليوم بتصريحات لمركز لونجى للاستماع والإرشاد القانوني لنساء وأطفال ضحايا العنف بتازة. هذا و أفادت السيدة “أمال العزوزي” : “كون المركز لونجى قد شرع في إجراء اتصالاته بالإطار الجمعوية، الحقوقية، و القانونية سواء على المستوى الجهوي أو الوطني من أجل التنسيق لمؤازرة عائلات الضحايا نفسيا و قانونيا، خاصة أن وضعيتهم المادية تستوجب ذلك، و في ظل غياب مركز خاص للدعم النفسي و القانوني لمثل هذه الحالات التي تتعرض للتعنيف الجنسي بالإقليم و الجهة و كذا لانعدام خلايا الاستماع داخل المؤسسات التربوية بالوسط القروي كما هو الشأن و لو بشكل نسبي بالوسط الحضري”. جدير بالذكر ان المحكمة الاستئنافية بتازة قد حددت 02 مارس 2011 كتاريخ للبث في هذه القضية التي اهتزت لها مشاعر الساكنة بالجماعة القروية رأس القصر بجرسيف، هذا و يشار كون مركز لونجى للاستماع والإرشاد القانوني لنساء وأطفال ضحايا العنف بتازة قد كشف من خلال تقريريه السنوي الخاص بموسم 2010 عن تعرض 19 طفل وطفلة للتعنيف بالإقليم، الذي تَنَوع بين النفسي، الجسدي، الجنسي، القانوني، و الاقتصادي.