قال عبد الهادي التازي، المؤرخ المغربي والدبلوماسي السابق، إن "نوايا إسرائيل غير صادقة في السلام"، مشددا على أنه "لا توجد وسيلة من أجل الوصول إلى أهدافنا إلا الوسائل التي استعملناها في مقاومة الاستعمار". وأضاف التازي المحتفى به، في الأمسية الثقافية التي عرفت العرض ما قبل الأول للشريط الوثائقي المغربي "الأقصى يسكن الأقصى"، المنظمة في إطار "الحملة الدولية لكسر حصار القدس" مساء يوم الاثنين 28 ماي 2012 بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن القدس الشريف ظل مكان تعلق المغاربة طوال التاريخ، مضيفا أنه لا يوجد هناك أي حصار للقدس إذا ظلت العزائم قوية والصفوف متحدة ومتضامنة لكسر هذا الحصار. من جانبه، قال عبد الحق الطاهري، أستاذ التعليم العالي والباحث في التاريخ الوسيط، في كلمة تكريم عبد الهادي التازي، المؤرخ المغربي، تكريما لمجهوداته ومسيرته العلمية في مجال نصرة القدسوفلسطين والكفاح من أجل استرجاع أوقاف المغاربة في بيت المقدس، إن "من المتعذر أن نخوض في كل خصال وسجايا المحتفى به علما وأخلاقا ووطنية وتضحية، وأن نتحدث عن إسهاماته المتنوعة التي امتدت لعقود". وأضاف الطاهري "مهما قلت فلن أوفي الرجل حقه، فجهوده ومؤلفاته، ينبغي أن تفرد لها ندوات وأيام دراسية، وإنما كان الاقتصار على ماله علاقة مباشرة بالقدس، إذ المناسبة شرط كما قال العلماء، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق"، مبينا أنه "إذا كان ذلك كذلك في حق الأستاذ الدكتور المبرز عبد الهادي التازي، فإن الأمر نفسه ينطبق على علاقة المغرب بالقدسوفلسطين، وعلى جهود العلماء والمؤرخين والأدباء والجمعويين المغاربة الذين شكلت فلسطينوالقدس قضية مركزية في تآليفهم واهتماماتهم وانشغالاتهم وأعمالهم. فلهم من الله خير الجزاء، وللقدس وفلسطين منا الدعاء بفك الأسرى والتمتع بالحرية والرخاء". من جانبه قال عبد الرحمان العوان، مخرج الشريط الوثائقي المغربي "الأقصى يسكن الأقصى" الذي يوثق لعلاقة المغاربة التاريخية ببيت المقدس، إن هذا الشريط جاء ليؤكد مدى تعلق المغاربة واهتمامهم بالقدس الشريف، مضيفا أن "هذه لحظات تاريخية ومؤثرة محفزة لنسيان مجموعة من المتاعب التي رافقتنا لإنجاز هذا الوثائقي العزيز علينا الذي يتناول قضية القدسوفلسطين". من جهته، أكد سعيد خالد الحسن، منسق الحملة الدولية لكسر الحصار عن القدس ورئيس "الفعاليات المغربية لكسر الحصار عن القدس"، أن "القدس لن تعود حرة عزيزة إلا بعرقنا ونضالنا ودمائنا"، مضيفا في كلمة له خلال الأمسية الثقافية، أنه "كما لبى المسلمون نداء صلاح الدين لنصرة القدس فإننا سنلبي هذا النداء اليوم من أجل نصرة وكسر الحصار عن القدس". من جانبه، أكد عبد العزيز الهناوي، نائب المنسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة، على أهمية هذا العمل الإعلامي الذي يسلط الضوء على العلاقة التاريخية للمغاربة مع القدس، مبينا أن العمل الفني يعتبر من أهم واجهات التصدي للمخطط الصهيوني الذي لا يستهدف القدسوفلسطين فقط، وإنما يستهدف جميع الدول العربية. هذا ويتناول الفيلم الوثائقي "الأقصى يسكن الأقصى" تاريخ الأوقاف المغربية بالقدس من أملاك عقارية ومساجد وزوايا صوفية ومدارس لتعليم الفقه المالكي وأحياء وبوابات سميت باسم المغاربة كشهادة على دورهم التاريخي في الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى، ودور الشعب المغربي في دعم صمود الفلسطينين من خلال المسيرات المليونية والدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية، وتطرق الشريط الى دور الدولة المغربية في الحفاظ على أوقاف المغاربة في القدس ودور المؤسسات التي يشرف عليها المغرب خاصة لجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس وكذلك بيت مال القدس في دعم صمود المقدسيين والتصدي لمخطط التهويد التي تتعرض له المدينة المقدسة.