قال عبد الهادي التازي المأرخ والديبلوماسي المغربي السابق ان القدس لا يمكن ان تسترجع الا بالطريقة التي استرجعنا بها أوطاننا من الاستعمار،وأكد على انه "ليس هناك حصار إذا كانت العزائم قوية وبقينا متحدين لمقاومة هذا الحصار". وفي العرض ما قبل الأول لشريط "الاقصى يسكن الاقصى" بالمكتبة الوطنية مساء الثلاثاء 29 ماي 2012 ، استدل عبد الهادي التازي على مدى ارتباط المغاربة بالقدس،من خلال ما قام به السلطان أبو الحسن المريني الذي خط مصحفا بيده وذهبه واعتنى بحسن كتابته حرفا حرفا وكلمة كلمة وأرسله الى القدس رفقة وفد ديبلوماسي كان على رأسه أخته الأميرة للا مريم كتعبير على اهتمام المرأة المغربية تاريخيا بهذه البقعة المقدسة. واستعرض التازي ملامح من دور الديبلوماسية المغربية في الدفاع عن أوقاف المغاربة بالقدس خاصة في فترة حكم الملك الحسن الثاني الذي اعتبر أن عبقريته كانت خلاقة في هذا الصدد. وقبل عرض الشريط الذي أنتجته مؤسسة اسطرلاب ميديا للانتاج الاعلامي، ألقى عبد العزيز الهناوي كلمة باسم المبادرة المغربية للدعم والنصرة والجمعية المغربية لمساندة الكفاح في العراق وفلسطين والجمعية المغربية لدعم الصمود الفلسطيني ، أكد فيها على أهمية هذا العمل الاعلامي الذي يسلط الضوء على العلاقة التاريخية للمغاربة مع القدس،وهو استمرار للجهود المبذولة في اطار الحملة الدولية لكسر الحصار عن القدس . وتكريما لمجهودات المؤرخ والدبلوماسي المغربي الدكتور عبد الهادي التازي في التعريف بأرث المغاربة في القدس ومدى ارتباطهم ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس من خلال مجموعة من الاعمال العلمية والبحثية، قدم الباحث في التاريخ الوسيط ذ.عبد الحق الطاهري كلمة في حق المؤرخ عبد الهادي التازي تناول فيها اهم البحوث العلمية للمؤرخ التي تعتبر امتدادا لعمل مجموعة من العلماء المغاربة على امتداد التاريخ الاسلامي الذين قاموا بالتأريخ للمدينة المقدسة ، ومن بين أهم هذه الاعمال "اوقاف المغاربة في القدس " الذي طبع سنة 1982 وكتاب "القدس والخليل في الرحلات المغربية." وقدمت اللجنة المنظمة للعرض لوحة تذكارية للاستاذ عبد الهادي التازي سلمها له سفير فلسطين في المغرب تقديرا لمجهوداته في التعريف بأوقاف المغاربة في فلسطين والعمل من أجل كسر الحصار عن القدس . واعتبر مخرج الفيلم الوثائقي "الاقصى يسكن الاقصى" عبد الرحمان لعوان أن كون هذا الفيلم تنتجه مؤسسة اعلامية توجد في مدينة صغيرة "الراشيدية" تقع جنوب جبال الاطلس هو أكبر تعبير عن الارتباط العميق للشعب المغربي بفلسطين والاقصى، واعتبر أن المجهود والتعب الذي بذل من أجل اخراج هذا العمل الاعلامي عوضته هذه اللحظات التاريخية، وشكر كل من ساهم في اعداد وانتاج هذا الفيلم الوثائقي. وتناول الفيلم الوثائقي تاريخ الاوقاف المغربية بالقدس من أملاك عقارية ومساجد وزوايا صوفية ومدارس لتعليم الفقه المالكي وأحياء وبوابات سميت باسم المغاربة كشهادة على دورهم التاريخي في الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى، ودور الشعب المغربي في دعم صمود الفلسطينين من خلال المسيرات المليونية والدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية ،وتطرق الشريط الى دور الدولة المغربية في الحفاظ على أوقاف المغاربة في القدس ودور المؤسسات التي يشرف عليها المغرب خاصة لجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس وكذلك بيت مال القدس في دعم صمود المقدسيين والتصدي لمخطط التهويد التي تتعرض له المدينة المقدسة.