أكد عبد الفتاح الفاتحي، المختص في قضايا الصحراء والشأن المغاربي في تصريح لموقع هسبريس، أن تقديم استقالة المبعوث الشخصي للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس باتت أمرا حتميا وقد يقدم على ذلك خلال الساعات القليلة المقبلة، وأن بحث الأممالمتحدة عن بديل عنه مسألة ضرورية. واعتبر المتحدث أن تأخر الرد الرسمي للأمم المتحدة على قرار المغرب القاضي بسحب ثقته من روس يعد أمرا عاديا لما يتطلبه البحث عن بديل من إجراء اتصالات ومشاورات مكثفة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون. واستطرد الخبير المغربي بالقول "إنه بخلاف بعض التحليلات الجزائرية، لا يمكن الإبقاء على روس، بعد أن قرر المغرب وقف التعامل معه، وما يترتب عن ذلك توقيف كلي لمسلسل التسوية. في وقت يفترض بالأممالمتحدة أن تنجح في مهمة حل النزاع بالصحراء، لاعتبارات الضرورة الأمنية في منطقة متوترة، حيث يتخوف المجتمع الدولي من أن تحترف البوليساريو العنف لانعدام أفق سياسي لها". وأضاف أن مؤشرات تقديم روس لاستقالته قد بدت معالمها تتوضح بإلغاء زيارة كان مقررا القيام بها للمنطقة بعد سحب الثقة منه، حيث سارعت الأممالمتحدة إلى التأكيد على أن روس لن يزور المنطقة في الوقت الحالي. واستحسن عبد الفتاح الفاتحي المختص المغربي في قضايا الصحراء تسريبات أفادت بإمكانية تعيين رئيس الدبلوماسية الأمريكية السابق الجنرال الأمريكي كولن باول مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء بدلا عن كريستوفر روس، الذي فشل في إحراز أي تقدم لحل النزاع في قضية الصحراء بعد أزيد من عشرة جولات من المفاوضات. وأضاف أنه إذا صح هذا التعيين فإنه سيفيد كثيرا ملف النزاع في الصحراء، على اعتبار أن باول يعد رجل المهمات الصعبة، وأنه رجل واقعي وذي خبرة كبيرة في الدبلوماسية الدولية، إذ كان لمبادراته السياسية الكثير من القبول في العلاقات الدولية. ونظرا لما قدمه الرجل من حل للخلاف المغربي الإسباني في أزمة جزيرة "ليلى" سنة 2002، حيث استطاع نزع فتيل النزاع بين البلدين في وقت عجزت فيه الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي عن ذلك. فبفضل خبرته السياسية تمكن من احتواء الأزمة بتوقيع الطرفين على اتفاقية تقضي بالانسحاب من الجزيرة. وهو ما جعل الحكومتان المغربية والاسبانية تصدرا بيانين أعربتا فيهما عن شكرهما للولايات المتحدةالأمريكية لمساعدتهما في التوصل إلى حل للأزمة. وأشار الفاتحي أن الخبرة الدبلوماسية والإجماع الذي يحظى به صاحب كتاب "دروس في الحياة والقيادة" دوليا يرجح بقوة إمكانية تعيينه مبعوثا أمميا جديدا إلى الصحراء، وأنه سيكون مفيدا لإيجاد حل للنزاع في الصحراء، لما سيحظى به من دعم وتأييد مغربي واسباني كبير. [email protected]