رسالة مفتوحة إلى عصبة تدعي أنها أمازيغية وتدافع عن حقوق الإنسان "" أو كما يحبون تسمية أنفسهم إخوان العرب يؤسفني جدا أن تتحول بعض الإطارات والتنظيمات (الأمازيغية) إلى أذرع بشرية يحتمي بها من لا حول ولا قوة له في المحاججة والجدال، وهو الأمر الذي اختارت العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان أن تسلكه بمحض إرادتها، بالرغم من أن ما يصدر عنها هذه الأيام لا يعكس سوى نزوات وأهواء ثلة قليلة من أهلها، فمع ما أكن به من احترام لبعض منسقيها في الجهات والذين أبدو في غير ما مرة سخطهم وبغضهم من ما يقوم به أعضاء هذه المنظمة على مستوى فلاج بويزكارن، فقد قمت مؤخرا بإصدار بيان توضيحي بسبب المبررات التي ساقها الأخ سعيد الزاوي في استقالته من لجنة متابعة حركة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير، ولم أقم بتحرير ذلك البيان إلا بعد أن توقفت على الاتهامات المجانية التي لفقها الأخ سعيد الزاوي لزملائه في اللجنة وأنا من بينهم، لذلك كان لزاما علي الرد على ما من شأنه المساس بشخصي والزملاء الآخرين الذين أشتغل معهم والذين أكن لهم كامل الاحترام والتقدير. بعد هذا التوضيح والتوضيح الذي قدمه زميلي في اللجنة عبد الرحيم الشهيبي، كنا ننتظر أن يكون الرد من سعيد الزاوي العضو السابق بلجنة متابعة الحركة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير، إلا أن ذلك لم يكن في مقدور زميلنا سعيد الزاوي الذي فضل الاحتماء بجحافل تنظيم يسمى العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، ولتكشف اللعبة على أصولها، حيث أن سعيد الزاوي منسق العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، ورجلها الأول على الورق[1]، إذ لم يكن على الإطلاق سعيد الزاوي هو صاحب فكرة الاستقالة من لجنة متابعة الحركة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير، بحيث أنه لم يكن من حضر لقاء فؤاد عالي الهمة باسم العصبة، بل كان أبوبكر أنغير، وهو من دفع بالزاوي للانسحاب من لجنة متابعة الحركة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير، على أساس كون جل أعضاء اللجنة فاعلون في الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، وهو الحزب الذي يستهدفه أنغير بعد تصريحات لأمينه العام في "حق العصبة"[2] انتقدت أي علاقة يحدثها الأمازيغ مع ممثلي المخزن. عار عليكم شخصنة التنظيمات الأمازيغية وجعلها جلابيب تحمل عنكم هرطقتكم، أنتم اليوم بخطواتكم الغير المحسوبة تحدثون تجاعيد لن تمحى في جبين الجسم الأمازيغي بالمغرب، ومع هذه الشطحات الصبيانية نكون مضطرين إلى الرد عليها وتجعلوننا ننشر غسيلكم وليس غسيلنا على مرأى ومسمع الرأي العام المغربي والعالمي. بالرغم من أن سعيد الزاوي كان سباقا إلى المساس بشخصي، فإن ردي عليه كان في إطار اللباقة والاحترام المتبادل (على الأقل من جهتي)، وسيكون شيئا عاديا بالنسبة لي حتى لو أراد الزاوي استعمال كلمات قدحية أو نابية كرد علي، لكن أن يقوم إطار يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق الأمازيغ بصفة خاصة، باللجوء إلى القذف وإلى استعمال كلمات وعبارات نابية في حق الأشخاص، فهذا أمر خارج عن المألوف فحتى المخزن أصبح يحسن من أساليب مخاطبته للمواطنين، وأنا لم أمارس سوى حقا من حقوقي التي تضمنها لي أبسط المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وهو الحق في الرأي والتعبير، وهو الحق الذي مارسته إبان الرد على استقال الزاوي وهو نفس الحق الذي لجأت إليه لانتقاد جلوسكم إلى طاولة فؤاد عالي الهمة، وهو نفس الحق الذي سألجأ إليه لانتقد ما صدر عن عضو العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان[3] بمدينة مكناس حينما قال في مداخلته لدى الحركيين في إطار اللقاء التواصلي الذي نظمته الحركة الشعبية: (...أيادينا في العصبة ممدودة إلى الحركة الشعبية)، إن حقي في التعبير عن آرائي ومواقفي قائم ولن أتزحزح عنه لخرافات هيكل تنظيمي فارغ، عنوان بريده ومقره الاجتماعي على الانترنيت، لقد خدعكم الإعلام والنظر المفرط للنفس في المرآة، فالعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، كانت ربما حلما راود جميع الأمازيغ، وقد تفاءلنا للتجربة لكنها أخطأت العنوان، وليس اليوم سوى وهم وسراب لن تجده إلا في الانترنيت أو في فلاج بويزكارن، فهذا الهيكل يجب أن يحل لأننا لا ننتظر منه الشيء الكثير، وكذلك احتراما للنضال الأمازيغي الجاد. وصفتموني بأنني خادم لغيري ومن العبث اتهام من يخدم نفسه بأنه خادم لغيره، فأنا لن أدافع إلا عن نفسي وعن التنظيمات التي أناضل فيها والتي أومن بمبادئها وأعمل لتحقيق أهدافها وليس أهدافي، مسألة أخرى يجب أن أقف عندها هو أنه لم أرى نهائيا بيانا توضيحيا يصدر عن تنظيم بمثل هزالة بيانكم فحتى الحركات التلاميذية تتقن إصدار البيانات خيرا منكم، إذ اختلط علي الأمر في قراءة ما حررتموه بين بيان أمازيغي وبين محضر تهم منسوبة إلى بلعيرج ربما. العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان ليست اليوم سوى إطار للاحتماء الفردي، فقد احتمى بها أبوبكر أنغير بعد لقائه بالهمة، واحتمى بها سعيد الزاوي بعد انتقادنا لخطواته الغير المحسوبة، واحتمى بها قبلهم الوزكاني بعد نزاع حول الأرض مع أبناء عمومته، هذا النزاع الذي أقامت عليه العصبة الأرض ولم تقعدها، وشغلت بها العناوين الإلكترونية للمغاربة، وصفحات الجرائد، وهنا أتساءل لماذا لا تفعل العصبة نفس الشيء عندما تعلق الأمر بالمعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية في سجون القمع المخزني للنظام المغربي العروبي، في كل من أكادير، وبعده مكناس الراشدية، وبومالن دادس، حيث اكتفت العصبة في بيانها بشأن الأحكام الصادرة في حق تلاميذ عزل وأبرياء ببومالن، بتسجيل ما أسمته (اندهاش كبير)، أم أن الإخوة في العصبة يرغبون في أن نذكرهم بما يروجونه في حق هؤلاء المعتقلين السياسيين بمنطقتهم التي تجمعهم فيها مصالح مع الصحراويين، خصوصا مع رغبة نابغة منهم الدخول إلى الكوركاس، فبدأ يقول عن معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية أنهم "مجرمون"، ونسألهم لماذا يغيبون دائما في جلسات محاكمة هؤلاء الطلبة والتلاميذ؟ وأتحدى العصبة أن تصدر بيانا تصف فيه الأيادي المخزنية التي كانت وراء اعتقالات الأمازيغ أو أن تستعمل عبارة "سجون القمع المخزني الهمجي للنظام المغربي العروبي" وحينها سنعلم من يناضل من جانبنا ومن يناضل في اتجاهنا. وعلى مستوى آخر سكتت العصبة الأمازيغية عن زيارة أحمد الدغرني لإسرائيل قرابة أربعة أشهر على مرورها وعلى زيارته لموريتانيا أكثر من ذلك، فهل هذا وازع اشتغالكم في العصبة؟ الإجابة نعم إنهم يشتغلون بمنطق تصفية الحسابات ورد الديون، وإن كنتم ترفضون هذه الزيارة عن مبدأ لشجبتموها في وقتها وهذا ليس إلا جبنا فيكم، فخالد السفياني ورفاقهم أحسن بكثير منكم، على الأقل أنا أحترمهم لأنهم عبروا عن مواقفهم في حينها، ولم يكونوا أبدا ينتظرون الإملاءات من غيرهم، أو إشارة ضوء أخضر تعطى لهم كما أعطيت لكم، أما بالنسبة لنا فقد انتقدناكم في لقائكم مع الوزير المنتدب في الداخلية سابقا في حينها، ولم نكن ننتظر من أحد أن يملي علينا ما سنفعله أو نقرره بشأنكم. لا وجود لإطار في المغرب يغير مبادئه وأهدافه ومنهجه في العمل بين عشية وضحاها لأنه التقى شخص ذو أهمية ما في مراكز القرار بالمغرب، وهو في نظري لا يعدو أن يكون سوى برلمانيا بسيطا لا يختلف عن غيره ممن يدخلون البرلمان، إلا في أشياء لا يتباهى بها، وأنا أقصد جيدا ما أقول أحيل الرأي العام على التناقض بعينه في مواقف العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، فقبل البيان الذي أصدرته العصبة بدون تاريخ والذي توصلت به يوم 18 مارس 2008، الذي تدين فيه زيارة الامازيغيين لإسرائيل والذي عنونته ب "العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان تدين زيارة الأمازيغيين لإسرائيل، وتتساءل:هل اللقاءات السرية والعلنية حرام على العصبة الأمازيغية وحلال على "الزعيم" وخدامه الأوفياء" وهنا أقصد بالضبط "حرام/حلال" العبارة التي ذكرتني بحوار أجراه منسقها سعيد الزاوي منشور في جريدة "الرأي" لأنه مختوم بنفس العبارتين، لكن في اتجاه متناقض لما هو منصوص عليه في بيانهم الأخير وإليكم مقتطفات من الحوار ومصدره لمزيد من التأكد: ((وتعليقا على الجدل الذي أثاره الإعلان عن قرب تأسيس جمعية للصداقة الريفية اليهودية، قال سعيد الزاوي المنسق العام للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان ل"الرأي" "مع كامل الأسف، نسمع أصواتا نشازا، غير مرتبطة بالواقع المغربي بقدر ارتباطها وتفاعلها مع قضايا الشرق الأوسط، تدين وتستنكر كل الخطوات التي تسير في اتجاه ربط علاقات ودية مع دولة إسرائيل". وأضاف قائلا" هذه الأصوات، تنعقد ألسنتها، كلما تعلق الأمر بخروقات حقوق الإنسان بالمغرب؛ حيث لم نسمع لها صوتا لها عندما قضى عشرات الأبرياء الأمازيغ بمنطقة أنفكو، كما أنها لم تعرب عن موقفها من أحداث الشتاء الأسود ببومالن دادس. هذه الأصوات، لم تحرك ساكنا كذلك، عندما حضر ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( العضو بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) إلى مؤتمر جبهة البوليساريو الأخير بمنطقة تيفاريتي. وأكد خلال هذا المؤتمر مساندة الشعب الفلسطيني لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وذكر الزاوي أن" العلاقات بين الأمازيغ واليهود تعود إلى زمن بعيد؛ باعتبار أن الديانة اليهودية أول ديانة سماوية اعتنقها الأمازيغ قبل المسيحية والإسلام، بعد هجرة اليهود، الذين تم اضطهادهم في المشرق، إلى شمال إفريقيا و استقرارهم بها". وقد اتسمت هذه العلاقات بالتسامح والتعايش، إذ مارس اليهود حياتهم بشكل طبيعي إلى جانب السكان الأمازيغ الأصليين، فاحترفوا التجارة، وتشبعوا بالثقافة والعادات الأمازيغية، وبنمط الحياة الأمازيغي. وأوضح الزاوي أنه" من أجل تمتين وتقوية هذه العلاقات التاريخية الإيجابية بين الأمازيغ واليهود، ومن أجل ربط اليهود المغاربة المتواجدين بدولة إسرائيل بأصولهم وجذورهم الأمازيغية، بادر بعض الشباب الأمازيغي الناشط في إطار تنظيمات الحركة الأمازيغية، إلى التحضير لتأسيس جمعيات للصداقة والتعاون الأمازيغي اليهودي (جمعية سوس العالمة للصداقة الأمازيغية اليهودية، وجمعية الصداقة الريفية اليهودية)، وإلى القيام بزيارات متبادلة من وإلى إسرائيل. وثمن المنسق العام للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان في ختام حديثه مع"الرأي" جميع المبادرات التي تسعى إلى ربط علاقات صداقة وتعاون بين الشعب الأمازيغي ومختلف شعوب العالم، و من بينها اليهود بدولة إسرائيل، مشيرا إلى أن الأمازيغ تربطهم علاقات صداقة مع جميع شعوب العالم، ولا يكنون عداوة ولا كراهية ولا أحقاد لأي منها، وأنهم يساندون جميع القضايا العادلة والمشروعة بمختلف بقاع العالم، من منطلق إنساني وحقوقي، و ليس عرقي أو لغوي حلال على العرب حرام على الأمازيغ"))[4] ، إنتهى كلام سعيد الزاوي. فهذا هو الجنون بعينه، حينما لا يتذكر الإنسان مواقف أبدى عنها في السابق باسم نفس الإطار الذي يصدر باسمه مرة أخرى مواقف مناقضة للأولى لا لشيء سوى لتصفية حسابات شخصية، وللتغطية على المواقف العدمية لأصحاب الإطار، إذ أن اللجوء إلى إدانة زيارة الدغرني لإسرائيل من طرف العصبة هي من باب محاولة الالتفاف على الرأي العام، ومحاولة استغلاله ضد الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي وقياداته. وختاما نؤكد على أن أقلامنا ستكون دائما رهن إشارة الإخوة في العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، لإزالة الغموض وتبيان الحقيقة، ورفع اللبس، كما ارتأوا ذلك، وهي أقلام حرة لا تخشى سلاسل المخزن، وترفض عطاياه، ولن تركع وتمد أياديها لجحافله، ولنا عودة كلما عدتم، إذ لازالت هناك مواضيع عذراء عندكم لم يمسسها قلم. إبراهيم أمكراز عضو لجنة متابعة الحركة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لسوس الكبير _____ [1] - إذ أن الرئيس الفعلي للعصبة هو أبوبكر أنغير. [2] - بين مزدوجتين نظرا لكون السيد أحمد الدغيرني لم يسمي العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان في حواره، بل جاء ذكرها من طرف الصحافي الذي استجوبه. [3] - أقصد هنا أبوبكر أنغير [4] - المصادر: http://elbakali. net/?p=25 [1] - إذ أن الرئيس الفعلي للعصبة هو أبوبكر أنغير. [2] - بين مزدوجتين نظرا لكون السيد أحمد الدغيرني لم يسمي العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان في حواره، بل جاء ذكرها من طرف الصحافي الذي استجوبه. [3] - أقصد هنا أبوبكر أنغير [4] - المصادر: http://elbakali. net/?p=25