لازلنا متقدمين في بحثنا عن أسباب ضعف الإنتاج الفني المغربي، لقاءاتنا متسلسلة مع بعض النجوم الفنية العارفة بدواليب وكواليس هذا القطاع ،وجوه لديها معرفة وإلمام بالعراقيل و الحواجز التي تساهم في تعثر تطور إقلاعنا نحو إبداع فني يرقى لمستوى يرضي الجميع . "" لقائنا اليوم في هسبريس مع الأستاذ والفنان محمد مجد الهرم الفني الشامخ ،الذي أبدع في العديد من الأشرطة التلفزية والسينمائية المغربية والدولية ،وقد جرى تكريمه في مهرجان مراكش السينمائي السادس . أستاذ مجد ما هي المراحل التي يمر منها أي عمل تلفزي قبل أن يصل إلى المشاهد؟ عند تقديم أي عمل للتلفزة من أجل الإنتاج يجب الانتظار سنة أو أكتر لمعرفة رد لجنة الدعم التي بيدها قرار الرفض أو القبول. في حالة القبول، يجب الانتظار مرة ثانية الإفراج عن أول دفعة وغالبا ما تكون شحيحة وغير كافية لبدا الخطوات الأولى للانطلاق في العمل: كتحديد مواقع التصوير، توفير الأطر والآليات التقنية ، اختيار الممثلين وفي هذه النقطة بالضبط نصادف مشكل من نوع أخر، وهو أن الممثلين الذين وقع عليهم الاختيار غالبا ما تكون لديهم التزامات بعقود أخرى فنتوقف أمام اختيارين لا ثالث لهم ، إما انتظارهم لحين تحررهم حتى يتفرغوا للعمل الجديد أو تعويضهم بآخرين أقل كفاءة . أمام هذه الانتظارات المتتالية ،الدعم الغير الكافي والسرعة في الإنجاز ، لأن المنتج مرتبط بعقد جزافي مع الممول الرئيسي يحدد تاريخ التسليم تحت طائلة إلغاء العقد مما قد يؤدي إلى الامتناع عن التعامل معه في المستقبل ،هذه العوامل مجتمعة لا يمكنها إلا أن تعطي عملا رديئا ومن الطبيعي أن لا يلقى استحسانا لدى الجمهور. كان من المفروض أن يكون الدعم المسرحي عامل إيجابي نحو رقي المسرح إلا أن ما وقع كان هو العكس فما هو السبب في نظركم ؟ في السابق كان عدد الفرق المسرحية لا يتعدى أصابع اليد كفرقة الوفاء المراكشية، فرقة البدوي ،فرقة الطيب الصديقي، وفرقة سعد الله عزيز، وكانوا يشتغلون معتمدين على إمكانيتهم المادية الخاصة لإنتاج ما يفوق مائة وخمسين عرضا في السنة . وقد تميزت هذه الفترة بالإقبال الجماهيري الكثيف على العروض المسرحية تجلبه المواضيع الشيقة التي كانت تطرح فوق الخشبة وتشخصها وجوه تمثيلية معروفة ومحببة لديه . أقولها صراحة ،الدعم لم يخدم الفرق المسرحية بل هو لعنة أصابت الفن بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة و أنزلته إلى الحضيض ،لأنه فتح شهية البعض ،وأصبح الكل يتهافت بجشع لتكوين فرقة مسرحية قصد الاستفادة منه وتحقيق مصالحه الشخصية ،ضاربا عرض الحائض الرسالة الفنية التي على أساسها خلق المسرح ألا وهي إسعاد الجمهور أولا وأخيرا. حاليا يتواجد على الساحة ما يفوق الأربعين فرقة،لهذا من الواجب على الوزارة الوصية إعادة النظر في هذا الكم الهائل من الفرق ،ولتعد إلى مضمون الخطاب السامي الذي حدد عدد الإجمالي للفرق في سبعة. إضافة لما سبق فهدا الدعم لا يكفي لنفقات الديكور الملابس ،الدعاية ،التمارين ،أثمنة كراء القاعات . الكم الهائل للفرق والممثلين والمواضيع الضعيفة المطروحة حالياكلها عوامل ساهمتفي عزوف المتفرج عن الحضور إلى المسرح كما في السابق مما أدى إلى فقدان المورد المادي الذي يعوض التكاليف . نظرا لهذه المشاكل تراجع عدد كبير من الفانين المحترفين إلى الوراء وحولوا وجهتهم نحو الأعمال التلفزية والسينمائية كذلك نفس الشيء بالنسبة لي . ماذا يمكنكم القول عن الحالة التي تعرفها السينما حاليا؟ قفزة السينما قفزة كبيرة بفضل نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي ونبيل بن عبد الله ،وزير الاتصال السابق ،لأنهما دافعا عنها بقوة ،وخلقوا مجموعة من الأفكار التي خدمة السينما بشكل كبير، وأصبحنا حالا نرى أفلام في المستوى تعرض بالقاعات وتشارك في المهرجانات المغربية الدولية ونالت على إثرها بعض الوجوه السينمائية جوائز عالمية، إلا أن المؤسف أن هذه الرموز التي شرفت المغرب لا تحض بالتكريم اللائق . من خلال منبر هسبريس أطالب وزارة الثقافة والاتصال رد الاعتبار لهذه الوجوه الفائزة وإعطائها الأهمية التي تستحق، لأنهم سفراء مثلهم مثل أي فريق كروي أو بطل رياضي قاسمهم المشترك إعلاء راية المغرب وتشريف المملكة. حاوره: يوسف كرمي مدونة الفن السابع المغربي