اضطر مئات المصلين الذين دأبوا على أداء صلاة الجمعة في مسجد "ملين" في حي التقدم بالرباط إلى تحويل اتجاههم للصلاة في مساجد أخرى قريبة بالمنطقة، بسبب تواجد الملك محمد السادس في مسجد "ملين" حيث أقام صلاة الجمعة اليوم بمعية وزير الداخلية ووزير الأوقاف وشخصيات أخرى، وسط حضور أمني كثيف اتسم بتواجد سيارات عديدة لأفراد القوات المساعدة والشرطة والحرس الملكي. وشوهد المصلون يعودون أدراجهم إما إلى بيوتهم للصلاة فيها، أو للتوجه إلى مساجد أخرى مثل مسجد "أم كلثوم" في حي التقدم أو الحنصالي في حي الطائرات، وذلك بعد أن مُنعوا من الاقتراب من مسجد ملين، لعدم توفرهم على رخصة أو إذن خاص بالصلاة في هذا المسجد. وأربك هذا الوضع المساجد المجاورة للمسجد الذي صلى فيه الملك، اليوم الجمعة 11 مايو الجاري، حيث أقبل عشرات المصلين عليها ما جعلها تمتلئ عن آخرها، الشيء الذي أفضى إلى حدوث زحام شديد بين المصلين الذين اضطر أكثرهم للصلاة في الشوارع المحيطة تحت شمس حارقة. هذا أكد الخطيب في مستهل خطبتي الجمعة بمسجد ملين٬ أن العدل يعد من الدعائم الأساسية لقيام الأمم ونهضتها٬ وأنه لذلك عني الإسلام بإقامته عناية عظيمة لأنه أساس الملك وقوامه وعدته ونظامه٬ موضحا أن العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه٬ وأخذ الحق من الظالم إلى المظلوم. وقال إن المراد بالعدل٬ العدل الشامل الذي يدعو إلى الطاعة التي تعني التربية على احترام القانون والالتزام به٬ مبرزا أن العدل يبعث على الألفة ويستوجب المودة٬ به تطمئن النفوس وبه يؤمن على الولد والعرض٬ وبه تعمر البلاد وتنمى الأموال وتسعد الأوطان وتنجو من الكوارث والآفات. وأشار الخطيب ٬ من جهة أخرى ٬ إلى أن الدعاء سلاح رباني قوي من أسلحة الله تعالى٬ يجريه على لسان من يشاء من عباده المؤمنين والمتقين العابدين٬ أو المظلومين٬ مضيفا أن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق سبع سماوات٬ حاثا كل مسلم على أن يحاسب نفسه وينتصف منها ويستفتي قلبه فيما يأتي ويذر ليكون من المقسطين. وأكد أن الله تعالى أنعم على الأمة المغربية بملك همام٬ وأمير للمؤمنين٬ وإمام تتجسد فيه معاني العدل والقسط والحرص الدائم على توطيد أركانه وترسيخ بنيانه والعمل الدؤوب على إصلاح القضاء وتطوير بنياته والعناية برجاله.