قال الملك محمد السادس، إن الإرهاب لن يزيد المغرب والمغاربة إلا إصرارا على السير إلى الأمام٬ في ترسيخ التطور الديمقراطي والانفتاح٬ ونبذ نزوعات وعصابات الإرهاب الظلامية المقيتة٬ حيثما كانت، مؤكدا التزام المغرب الراسخ بمواصلة انخراطه الفعال في الجهود الجهوية والدولية الهادفة للتصدي لهذه الآفة العابرة للحدود٬ والتي لا دين لها ولا وطن٬ ومحاربة شبكاتها وعصاباتها الإجرامية بلا هوادة٬ والعمل على تجفيف منابعها. جاء ذلك في رسالة وجهها الملك، السبت 28 أبريل الجاري، إلى المشاركين في إحياء ذكرى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى "أركانة" بساحة جامع الفنا في مراكش قبل سنة٬ والذي خلف عددا من الضحايا المغاربة والأجانب. وأبرز في ذات الرسالة التي نقلت مضامينها وكالة المغرب العربي للأنباء أن نهج المغرب الراسخ في التصدي للإرهاب٬ باستراتيجية شمولية٬ ومتعددة الأبعاد٬ يتكامل فيها الجانب الأمني٬ مع التقدم الديمقراطي والعمل التنموي٬ ومع الإبداع الثقافي والفكري المتنور٬ في التزام بسيادة القانون ومساواة الجميع أمامه٬ وفي ظل سلطة القضاء. وجدد الملك محمد السادس إدانته بكل قوة٬ للإرهاب المقيت٬ بكل أشكاله٬ ومهما كانت دوافعه وأسبابه٬ لكونه يتنافى مع القيم الإسلامية السمحة٬ ومع المبادئ الكونية السامية٬ التي تقدس الحق في الحياة٬ الذي حرصنا -تقول الرسالة الملكية- على تكريسه في صدارة حقوق الإنسان٬ كما هو متعارف عليها عالميا٬ في الدستور الجديد للمملكة. كما جدد أيضا إشادته بالمصالح الأمنية الوطنية٬ بكل مكوناتها٬ وما أبانت عنه من احترافية وفعالية وتعبئة ويقظة٬ في القيام بواجبها الوطني والمهني٬ في حماية أمن وطمأنينة المواطنين وممتلكاتهم٬ ورصد وإفشال المحاولات والمؤامرات العدوانية٬ وتفكيك الشبكات الإرهابية٬ التي تحاول يائسة المس بأمن الوطن واستقراره٬ ومكاسبه الديمقراطية٬ ومسيراته التنموية. وأكد الملك في رسالته إلى المشاركين في إحياء ذكرى الاعتداء الإرهابي على "أركانة" أن مدينة مراكش الفيحاء ستظل "بفضل شهامة ونبل وبهجة سكانها٬ وكرم ضيافتها٬ وعراقتها التاريخية وانفتاحها على كل الحضارات٬ القلب النابض للسياحة المغربية٬ وملتقى للتواصل والتعارف والتفاهم٬ وقبلة لضيوف المغرب الكرام من مختلف الشعوب والأقطار٬ حيث يجدون فيها٬ على الدوام٬ ما تهفو إليه قلوبهم من طمأنينة وسلام٬ وما تصبو إليه نفوسهم من راحة واستجمام٬ وما يخالج مشاعرهم من مودة ووئام".