أيها الوزير لحسن الداودي ، ما الذي منحك هذا المنصب هل كنت لتصبح وزيرا لو لم تتابع دراستك ؟ أسألك : قرارك الذي اتخذته في الظل هل سيقصم ظهور غير الفقراء ؟ هل أبناء الأغنياء الذين يدرسون حيث لا قبل لك بإستصدار قرارات بشأنه سيصلهم أثر هذا القرار المجحف ؟ أسألك : لم خذلت الذين صوتوا عليك من الموظفين الذي لقوا ظلم الإدارة ؟ لقد كنت تشتري الخضر والفواكه عند خضار الدرب وتأكلون السفنج والبيصارة والعدس..هل كان ذلك مجرد ديماغوجية ؟ قرارك هذا يؤكد ذلك ، لأن مشاركة الفقراء الملح والطعام يكون بعد مشاركتهم همومهم وآمالهم ...قرار استكباري لم يصدره من لم نرهم يأكلون البيصارة ويمشون في الأسواق !! هل كان الوزيرالإسلامي في سكرة حين استصدر هذا القرار ؟ هل يعي أنه قد يغلق أبواب تخرج ذوي الخبرة الذين سيفيدون المجتمع والوطن والدين ؟ خلفت المراسلة الوزارية للسيد وزير التعليم العالي لحسن الداودي استياء كبيرا وواسعا لدى الموظفين وهي مراسلة بتاريخ 10أبريل2012 موجهة رؤساء الجامعات في شأن ولوج الماستر والماستر المتخصص والتي بموجبها يمنع غير الطلبة المتفرغين بشكل كامل حسب تعبير المراسلة من متابعة دراستهم بمسلك الماستر وهو ما يقصي الموظفين بمن فيهم رجال ونساء التعليم ! لقد خاب أمل كثير من الموظفين وخاصة رجال ونساء التعليم الذين تعاطف أغلبهم مع حزب العدالة والتنمية وتوسموا في فوزه بالإنتخابات خيرا للمنظومة التعليمية بقطاعيها التعليم المدرسي والتعليم العالي ، فكانت المفاجأة الأولى أن تم تقسيم تدبير التعليم إلى حقيبتين فتملص حزب المصباح ، كما تملص من كل القطاعات الإجتماعية التي من أجلها صوت الناس عليه ،من حقيبة التعليم المدرسي وأسندت لوزيره حقيبة التعليم العالي فتوقع الناس أن انفراجا سيحصل بخصوص متابعة الموظفين للدراسة الجامعية خصوصا أمام ما يفرضه أساتذة الجامعات من حضور إلزامي لمحاضراتهم وخطاب تنفيري تجاه الموظفين ، فحدث ما لم يكن في الحسبان ، فتجرأت حكومة "الإسلاميين" على ما ضمنته حكومة خصومهم في عدد من المراسلات ومذكرات وزارية سابقة منها مراسلة الوزير الأول برقم 1671 بتاريخ 13رجب 1426 ه الموافق ل 19 غشت 2005 بشأن الترخيص للموظفين بمتابعة الدراسة الجامعية ! وكان من بين الموظفين من صوت على حزب العدالة والتنمية أملا في تحقق ما ينشده من متابعة الدارسة الجامعية ، لكن الآمال تبخرت وظهر المصباح بوجه لم يتوقعه أحد من أولئك السذج الذين استهوتهم الخطابات العاطفية المدغدغة للشعور الديني !! هكذا اتخذ قرار أحادي فوقي واستبدادي دون الرجوع للموظفين أو النقابات ومناقشة الأمر ، بل إن هذا الأمر يؤكد أن مرجعية الحزب ليست هي المرجعية الإسلامية ، كيف ذلك والإسلام يحث على طلب العلم والمعرفة دون تقييد ذلك بقوانين وضعية أو بالمراسلات التنظيمية ، فالأصل هو طلب العلم دون تقييد أو نظر في حال طالب العلم ، فالأئمة الكبار كلهم كانوا ذوي حرف أو مناصب لم تمنعهم من طلب العلم فيما سمي عندهم ب " الرحلة في طلب العلم" كما لم تمنعهم من تعليم الناس ، لكن مرجعية السيد الوزير هي القانون وهو ذاته حين أصبح وزيرا يمثل إجراءات معينة تؤطرها قوانين الدولة ، بل هذا "الإسلامي" جاء بما لم يأت به الأوائل من وزراء أدلوجات مخاصمة . في الأخير المرجعية النهائية لأي وزير وإن كان يطير في السماء أو يمشي على الماء تكون هي الدولة المطلقة بقوانينها ، وتبني المرجعية الإسلامية دون تحقيق أي شيء منها مجرد دغدغة للعواطف . المرجعية النهائية هي الدولة ، سواء كانت دولة مطلقة تسلطية أو دولة إنسان ! وهذا مبحث آخر لا يتسع له المجال.. إن ما أقدم عليه الوزير يصادم ما تدعيه خطابات وزارة التعليم عموما من العمل على تحسين أداء الأساتذة بتطوير أدائهم ، ولن يكون ذلك بغير فتح آفاق المعرفة والعلم لهؤلاء ، غير أن حكوماتنا عودتنا أن الكلام في واد والفعل في واد آخر ، والوطن بين الوديان ، وكفى بها وصمة عار أن بددت الملايين في تكوينات لم تكن غير ملتقيات لملء البطون والجيوب وفي الأخير وجهة نحو إلغاء ما كان موضوعا للتكوينات ، موضوعا على الأوراق فقط ! إننا نتساءل ما الغرض من وراء هذا القرار الذي اتخذته وزارة التعليم العالي ، هل تكريس لمستوى معين من أجل الحفاظ على إديولوجية الدولة التي تقتات من الجهل والتعليم المغشوش المضروب ؟ هل تكريس للتسلط الإداري الذي محى إنسانية الموظفين وعطل عقولهم ؟ مالذي ستستفيده الوزراة أو الجامعات أو الوطن من منع الموظفين من متابعة دراستهم ؟ هذا في الوقت الذي نجد في الدول الديمقراطية المتقدمة فتح أبواب الجامعات للموظفين وفي مجالات عملهم أو في مجالات تخصصية أخرى مابات النجاح والرغبة في تحقيق الذات لا يتوقفان عند عمر أو وظيفة ؟ كم من معلم في المغرب أصبح أستاذا جامعيا..لا زلت أتذكر حلقة برنامج ياسين عدنان التي استضاف فيها معلما كان طالبا يدرس الفيزياء لكن فقر أسرته جعله يلتحق بسلك التعليم الإبتدائي وأسند له تدريس اللغة الفرنسية التي لم يكن يتقنها ، لكنه انكب على تعلمها بعصامية فتابع دراسته بالكلية وكان يحضر طالبا معه أثناء التحضير للإمتحانات إلى الجبل النائي حيث يعمل ، فاستكمل المعلم دراسته وحصل على شهادة عليا في اللغة الفرنسية ثم على الدكتوراه وهو اليوم كاتب باللغة الفرنسية يستشهد كتاب فرنسيون آخرون بكتاباته! إن وزير التعليم العالي لم يفعل غير أن قتل طموح من لهم أهداف وآمال يعملون للوصول إليها.. إني أدعوا كافة الموظفين إلى إنشاء تنسيقية وطنية واحدة موحدة تضم الجميع من أجل التصدي لهذا القرار المجحف يشارك فيها ويناضل كل موظف سواء كان معنيا أو غير معني بمتابعة الدراسة فالقضية قضية وطنية قبل أن تكون فردية تتعلق بطموح فردي لموظف، نحن نطمح أن يخرج الله من هؤلاء الموظفين أو حتى من أصلابهم من يدود عن هذا الوطن وعن دين الله بالعلم والخبرة والمعرفة ..ولا حول ولا قوة إلا بالله [email protected]