أكد الأكاديمي المغربي الدكتور محمد الناجي بأن خطر العودة إلى العصور الوسطى يحوم فوق رؤوس المغاربة، وبالتالي فلا يجب التعامل مع هذا المعطى باستخفاف، مستدلا بما سماها إشارات وقرائن دالة على أن المغرب في عهد الإسلاميين قد يرجع القهقرى ليعيش في عصر آخر بعيدا عن الحداثة والحرية. وقال الناجي، في مقال له نشرته مجلة "شالنج" وترجمته إلى اللغة العربية جريدة أخبار اليوم في عددها الجمعة 13 أبريل الجاري، إن أبرز هذه المؤشرات على احتمال وشيك لعودة المغرب إلى العصور الوسطى تتمثل في الرؤى "الهلوسية" لعبد السلام ياسين مرشد جماعة العدال والإحسان، والملحمة الغريبة للمهدي المنتظر في شرق المغرب. وركز الناجي على إشارات أخرى اختصرها في زيارة وزير العدل والحريات مصطفى الرميد إلى ما سماه "عالم من عصر آخر" ويقصد الكاتب هنا الشيخ محمد عبد الرحمان المغراوي أحد رموز السلفية التقليدية المغرب ، يُصدر الفتاوى خارج أية قناة شرعية حيث سمح لنفسه بشرعنة زواج الفتيات في سن التاسعة، قبل أن يردف بأن "هذه الزيارة لوحدها تعد إهانة للقانون الذي يعتبر الوزير من حيث المبدأ أحد ممثليه الرئيسيين في هذا البلد". ورأى الباحث المغربي في زيارة الرميد للمغراوي بأنها "تحية للأفكار المجددة" لهذا الفقيه، وتؤكد تَمثل العدالة والتنمية للمرأة، مبرزا أن تلك الزيارة تكشف عن المشاعر الطبيعية للإسلاميين، والميولات التي تسكنهم، باعتبار أن الشأن الديني يعلو على ما سواه منذ الأزل وإلى الأبد بالنسبة لهم"، وفق تعبير الناجي. واسترسل الأستاذ في جامعة محمد الخامس، في المقال ذاته، بأن ثناء ومديح الوزير للفقيه "الظلامي" يعني أنه يوجه كلامه بشكل غير مباشر إلى الجماهير المنشغلة بالحداثة، ويكشف عبر ذلك الفقيه نظرته إلى المرأة". ولفت الناجي إلى أن شبح العصور الوسطى بدأ في الظهور نتيجة تعالي الشأن الديني عن ما سواه، وقيادة كل شيء وتحديد كل شيء، مشيرا إلى أن هذا الحلم تحديدا هو الجزء المشترك بين العدالة والتنمية وباقي الأطياف الإسلامية بالمغرب. وخلص الأكاديمي المغربي إلى أن ما حصل يتجاوز أن يكون مجرد زلات لغوية، بقدر ما هي مؤشرات على تراجعات ثقافية يمكن أن تتكرس دائما في التربة المغربية، فهي تلوح بعودة العصور الوسطى، قبل أن يجزم بأن أفق الإسلاميين هو يوم القيامة ومعاقبة المذنب، وأكثر منه المذنبة، فهم مستعدون للتخلص كليا من الحداثة إذا أُتيحت لهم الفرصة"، يختم الناجي كلامه لإسلاميي حكومة بنكيران.