استغرب محمد حمادة الأنصاري، أحد الطوارق المغاربة المنحدرين من منطقة الأزواد بشمال مالي، الموقف الرسمي للمغرب الذي اعتبر "استقلال أزواد" أمرا غير مقبول. وقال الأنصاري في اتصال هاتفي مع "هسبريس": " أنا حقيقة أستغرب لهذا الأمر لان الطوارق وزعيمهم الأمير محمد على الأنصاري كانوا دائما إلى جانب المملكة المغربية في كل قضاياه العادلة والوطنية وخاصة الوحدة الترابية للمملكة وسنبقى أوفياء لهذا المبدأ ونعلنه صراحة كلما سنحت لنا الفرصة بذلك في كل المحافل الإقليمية والدولية". وأضاف الأنصاري في ذات الاتصال بأن ما ينبغي أن يفهمه الجميع في المغرب الشقيق أن "هناك اختلافا كبيرا بين ما يسمى بمزاعم البوليساريو في الانفصال وبين قيام جمهورية أزواد لان الصحراويين ومنذ سنوات وهم ينعمون بالأمن والاستقرار والطمأنينة ويعيشون حياة كريمة في وطنهم تضمن لكم الكرامة والرفاهية ويشاركون أيضا في كل الاستحقاقات الديمقراطية التي شهدها المغرب منذ استقلاله بينما العكس عند الطوارق تعتبرهم تلك الدول مجرد رعاة غنم أو موطنين من الدرجة الثانية لا يستحقون أن يدمجوا في مسلسل التنمية والديمقراطية التي أوهموا العالم بأسره أنهم سائرون في طريق تحقيقها". ونوّه الأنصاري إلى أن الدولة الجزائرية على أن حلمها في تشكيل كيان وهمي فوق الأراضي المغربية سيظل أمر مستحيلا خاصة مع قيام (جمهورية أزواد) التي لن ترضى ولن تسمح بان تمس شبر من التراب المغربي الذي تعتبره أمرا مرفوضا وباطلا". وقال حمادة الأنصاري "منذ بداية نضالي السياسي والإعلامي خدمة للقضية الأزوادية كنت دائما مع طرح استقلال الطوارق عن مالي والنيجر لأننا منذ خروج الاستعمار الفرنسي عن المنطقة ونحن نعانى من التهميش والاضطهاد وسياسة الميز العنصري التي مارستها تلك الأنظمة ضد شعبنا المناضل، وقد تربيت على أسس ومبادئ القائد والمجاهد التارقى الأمير محمد على الأنصاري رحمة الله عليه الذي أفنى حياته في سبيل الدفاع عن مشكلة أهل أزواد". وأشاد الأنصاري موقف بعض المكونات الأمازيغية بالمغرب، التي "ساندت وأيدت مواقفنا العادلة واعترفت بقيام جمهورية أزواد ككيان جديد لأنه منذ البداية لم نجد من يقف معنا سوى إخواننا الأمازيغ في الكونغرس العالمي أو التجمع العالمي الأمازيغى والمؤتمر الدولي للشباب الأمازيغى أو جمعيات ثقافية جعلت من قيمها ومثلها العليا الدفاع عن قضية وعدالة الطوارق في المحافل الدولية والإقليمية". واعتبر أن "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" حققت نصرا مبينا، وأمنية كل تارقى وأمازيغي، بصرف النظر عن كل المستجدات التي تطبع الوضع في مالي بعد الانقلاب العسكري ل 22 مارس الجاري في باماكو ودخول التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي دخلت على الخط خدمة لأجندات خارجية لإفساد المكسب الوطني الذي حققه الثوار الطوارق الأمازيغ والمتمثل في تحرير كامل التراب الأزوادي وطرد فلول الجيش المالي المحتل منها" يضيف حمادة الأنصاري وكأنه يتبرأ من حركة التوحيد والجهاد المقربة من فكر تنظيم القاعدة، بعدما استبعد في حوار سابق مع "هسبريس" وجود هذا التنظيم بالمنطقة.