إلى الأستاذ مصطفى الخلفي – وفقه الله-: لا يخفى عليكم أننا استبشرنا خيرا بتوليكم لوزارة الاتصال، لما نعلمه عنكم من كفاءة ونزاهة تؤهلكم لمثل هذا المنصب الحساس، وتمنحكم الفرصة لتطبيق الإصلاحات التي كنتم تنادون بها وأنتم تمارسون مهنة الصحافة والإعلام، وكنا ننتظر على الأقل ظهور بوادر التغيير على الإعلام العمومي الذي توليتم مسؤولية تدبيره و تسييره. لكن للأسف الشديد يظهر أن العقلية التي كانت تتحكم في هذا الجهاز لعقود طويلة لا زالت هي نفسها لم تتغير، والأساليب العتيقة هي عينها لم تتبدل، وبرهان ذلك عندي، أننا شاركنا جميعا في مسيرة القدس، يوم فاتح أبريل المنصرم، حيث وحدتنا القدس، وجمعتنا في صف واحد، معبرين عن نفس المشاعر والأحاسيس والانفعالات، وكان الإعلام العمومي حاضرا، واستقت القناة الأولى تصريحات الشيوخ المفرج عنهم، شأنهم شأن باقي المشاركين، وظننا أن تلك إشارة لانقطاع أسلوب سلطوي طالما عانيتم منه واكتويتم بناره. وانتظرت تأكيد ذلك عبر الربورتاج الذي أعدته القناة الأولى عن المسيرة، لكن للأسف الشديد، استعرض التقرير تصريحات لمختلف الشخصيات المشاركة، بمختلف توجهاتها وتياراتها ومواقعها، بل حتى الجالية العربية كان لها نصيبها من الظهور، لم يستثن من ذلك كله إلا الشيوخ المفرج عنهم، لسبب لا يعلمه إلا القائمون على التقرير، ومن وجههم وأمرهم، أما بالنسبة لي فلا أعلم لذلك سببا، هل نحن مواطنون ناقصي المواطنة؟، أم أننا غادرنا الأسوار لنعانق أسوارا أخرى؟، أم أننا لسنا من الشعب الذي يدفع الضرائب التي تمول بها هذه القناة وأمثالها، لتعرض علينا برامج لا نرضاها مقابل كتم أصواتنا و آرائنا؟ أم أنها العقليات والذهنيات الآسنة التي لم يحرك ماؤها، ولا زعزع بنيانها، ولا زالت تمارس الإقصاء والقمع والكبت زمن الانعتاق والحريات؟.. وإذا كان الحال كذلك، فيا أسفى على وطن حلمت بالخروج إليه، وبلد تطلعت للإسهام فيه، وهواء ظننت أني سأتنسمه، وآفاق تأملتها ورجوتها. لذا، فإني أطالب بحقي سيادة الوزير، في التعبير عن آرائي وتوجهاتي، عبر الإعلام العمومي، الذي هو ملكي كما هو ملك كل المغاربة، وأندد بسياسة الانتقاء والإقصاء، وأرجو ألا تتكرر مثل هذه الحوادث، التي لا تشرف حكومتكم، وتسيء إلى سمعة وطننا ووطنكم، ولكم فائق المودة والتقدير..