قال الشيخ العلامة الدكتور محمد التاويل، أحد علماء القرويين بفاس ومن أكبر علماء المالكية بالمغرب، في اتصال هاتفي لهسبريس معه، إن الشيخ عبد الباري الزمزمي هو المُطالَب بالإتيان بالدليل، لأنه هو من تحدث عن جواز قيام المرأة غير المتزوجة ببعض الممارسات حتى لا تقع في الزنا، مضيفا أن الحكم الشرعي يحتاج دوما إلى الدليل من الكتاب والسُّنة، وبالتالي فالمطلوب منه هو أن يقيم هذا الدليل الشرعي على صحة فتواه. وكان الزمزمي قد قال بجواز استعمال المرأة غير المتزوجة، التي تخاف على نفسها الوقوع في معصية الزنا، للقضيب الذكري والجزرة والقنينة وما شابه هذه الأدوات، من أجل استفراغ طاقتها الجنسية المتراكمة، مبرزا أنه مستعد لمناقشة من يخالف فتواه من أهل العلم، أما الجاهلون من أصحاب الرأي فقط فلا يرد عليهم. الفتاوى الشاذة تهلك المجتمع وأوضح الشيخ التاويل، في تصريحات خاصة لهسبريس، بأن قيام المرأة بهذه الأمور والممارسات المذكورة رغم أنها ليست زنا فهي حرام في الإسلام، مثل السحاق مثلا، فهو إتيان المرأة للمرأة وليس زنا، لكنه فعل شاذ ومحرم لا شك في ذلك. وبخصوص تكييف الزمزمي لهذه الأفعال التي أجازها للمرأة غير المتزوجة في واقعة الاستمناء، باعتباره جائزا شرعا لمن يخاف على نفسه الوقوع في معصية الزنا، أفاد التاويل بأن الاستمناء حرام ولا يجوز شرعا، مشيرا إلى أنها فتوى شاذة للإمام أحمد بن حنبل، وقد انتقدها عدد من العلماء، والقول بجواز الاستمناء ضعيف في الفقه الإسلامي". واستشهد عالم الدين بالآية القرآنية الكريمة: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ"، مفسرا بأن الشطر الأول من الآية تدل على الحلال، والشطر الثاني "فمن ابتغى وراء ذلك.." تشير إلى الحرام، ومن ذلك الاستمناء ونكاح اليد. وشدد التاويل على أن التمسك بالفتاوى الشاذة التي يخالفها جمهور العلماء ليس من المصلحة إثارتها أمام الناس، لأنه إذا ما اتبعنا هذه الفتاوى سيسقط المجتمع في هاوية دينية لا حدود لها، وسيُبنى المجتمع على أفكار شاذة، مردفا أن المجتمع المبني على شذوذ في الفكر لن يكون قويا ولا صالحا. وخلص العالم إلى أن الفقهاء يحذرون دائما من إصدار الفتاوى الشاذة والضعيفة، كما يحذرون من وقوع عالم الدين في الزلة، لأنه كما يقال "زلة العالم زلة العالَم"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه رغم هذا الاختلاف في الآراء فإنه يجب عدم التنابز والتخاصم بين العلماء، لأن القضية ليست شخصية بقدر ما هي مناقشة وسجال بين أفكار وآراء أولا وأخيرا.