أكد محمد بولوز، الأستاذ الباحث في العلوم الشرعية والقيادي في حركة التوحيد والإصلاح، أن رفض سياسة المهرجانات في المغرب يأتي لاعتبارها تنافي قيم ومبادئ المغاربة من جهة، وأيضا لتزامنها وفترة الامتحانات كما أنها سياسة لتبذير الأموال. كما اعتبر بولوز، في بلاطو برنامج "بدون حرج" على قناة مي دي 1 تي في والذي سيرت حلقته الزميلة إيمان أغوتان أمس الاثنين حول موضوع الحريات الفردية عند المغاربة، اعتبر أن هناك "ديكتاتورية متغربة تفرض ذوقها الفني على المغاربة، ولا يجب على هاته الجهات أن تفرض على المجتمع فنا معينا منفلتا عن الضوابط ويتنافى مع القيم والتعاليم الإسلامية"، حسب مداخلة بولوز. بولوز شدد في الأخير على أن الحرية يجب أن تكفل في إطار الدستور لجميع الفئات، سواء أكانت تلك الفئات تحتج رفضا لسلوكات "غير أخلاقية" أو تلك الفئات التي تطالب بحرياتها الفردية. أما عبد المطلب اعميار، رئيس "حركة اليقظة المواطنة" التي تعلن عن نفسها هيئة وطنية مدنية مستقلة تصطف إلى جانب قوى التحديث، فقد رفض ما سماها بمغالطات تفرضها بعض الجهات، مثل مصطلح "التدافع"، والذي يعتبر من أدبيات حركة التوحيد والإصلاح، والذي اعتبره مصطلحا جاهليا يدفع إلى تقسيم المجتمع، وهو الأمر الذي يرفضه عبد المطلب. هذا الأخير أضاف إلى أن مصطلح "الفن النظيف" مرفوض أيضا لاعتبار أن للفرد حرية اختيار ما يشاهده كيفما كان هذا الفن. دون أن ينسى عبد المطلب التنبيه على أن هنا ما سماها أطرافا تهدد المجتمع المغربي بفرض الوصاية خارج القانون، موجها حديثه في الختام إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم بقوله : "من اللاديمقراطية أن توصلك الديمقراطية إلى السلطة وتفرض بعدها نمطا معينا على المجتمع"، أو كما قال اعميار. من جهته تسائل الأستاذ عبد الرحيم العطري، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، حول الضجيج المحدث حاليا حول الحريات الفردية هل هو مبرر فعلا أم أن له علاقة بتواجد حزب العدالة والتنمية الإسلامي في السلطة، مؤكدا من جهته على أن أزمة الحريات الحقيقية تتمثل في حرية الوصول إلى الخبز والكرامة والتنقل عبر العالم، منبها على أن الكل يريد الكلام باسم الدين والمجتمع، مما ينتج لنا فريقين يتراشقان بنعوت متضادة من قبيل : رجعي وظلامي / منحل وملحد، داعيا إلى ضرورة إحداث استفتاء عمومي للمغاربة من اجل التداول في كل ما هو مشترك ومختلف عليه. أما الأستاذ عبد الغني منديب، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقد أكد من جهته على أن المغاربة متسامحون دينيا وأن هناك مجموعة من المواضيع باتت متجاوزة الآن كالنقاش حول الفن مثلا، مشددا على أن الظرفية الحالية تستدعي منا فتح نقاش عمومي يحتوي جميع الفئات والمكونات المجتمعية من دون تخوين أو تهميش.