نظمت مسيرة بمدينة بروكسيل أمس الأحد تكريما للإمام الذي توفي الاثنين الماضي في الحريق المتعمد الذي أضرم في مسجد "الرضا" بالعاصمة البلجيكية. وذكرت الشرطة المحلية أن ما يناهز ألفي شخص شاركوا في هذه المسيرة٬ فيما أفاد المنظمون بأن عدد المشاركين في هذه المسيرة٬ التي انطلقت من أندرلخت حيث يوجد المسجد في اتجاه قصر العدالة٬ تراوح بين 5 آلاف و6 آلاف شخص. وسار المشاركون٬ وهم يحملون الزهور البيضاء والأعلام المغربية والبلجيكية وصور الإمام ذي الأصول المغربية عبد الله الدحدوح (46 سنة)٬ في أجواء من الهدوء٬ فيما تم إطلاق بالونات بيضاء٬ في ختام هذه المسيرة٬ في "نداء إلى التسامح والحوار"٬ بحسب إفادات المنظمين. وقال الناطق باسم المركز الإسلامي والثقافي الإمام الرضا٬ كامل مرابط٬ إن هذه المسيرة توخت تكريم إمام المسجد عبد الله الدحدوح (أب لأربعة أبناء) الذي قضى في الحريق مختنقا٬ وإدانة هذا "العمل الظالم والجبان والحيلولة دون تكرار مثل هذا النوع من الأحداث". يذكر أن منفذ الحريق قد دخل المسجد الشيعي الإمام الرضا٬ يوم الاثنين الماضي٬ وهو يحمل فأسا وسكاكين وبنزين وقام بإشعال النار في المسجد٬ الأمر الذي أدى إلى اختناق الإمام. وكان المشتبه فيه أكد خلال التحقيقات الأولية أنه "تأثر كثيرا بصور الأحداث في سوريا" وأراد القيام بفعل ما "لإخافة" أفراد المجموعة الشيعية التي يعتبرها مسؤولة عن أعمال العنف تلك٬ مضيفا أنه "مسلم سني" وأنه تصرف بمفرده. ووجهت٬ في البداية٬ إلى المشتبه فيه تهمة إشعال النار بشكل متعمد أدى إلى مقتل شخص مع اعتبار الفعل يكتسي "خطورة مضاعفة" لكونه "يستند إلى دوافع دينية"٬ فيما أضيفت تهمة ارتكاب جريمة إرهابية فيما بعد استنادا إلى أقوال المشتبه به خلال جلسات الاستماع إليه. وأثار هذا الفعل إدانة الجالية المسلمة التي صدمت جراء وفاة إمام محترم ومثار إعجاب ويوصف بالرجل الحكيم الذي يدعو إلى الحوار. كما شجب ممثلو المساجد الشيعية والسنية والسلطات الدينية المسيحية واليهودية هذا العمل "الجبان". وأدانت لجنة التنسيق بين المنظمات اليهودية في بلجيكا ب"أشد العبارات" هذا الحادث٬ معربة عن دعمها للجالية المسلمة٬ فيما أعلنت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا عن إدانتها المطلقة لهذا الحريق الإجرامي٬ داعية إلى الهدوء إزاء هذا "الحادث المأساوي". كما أدان الوزير الأول البلجيكي ووزيرة الداخلية والطبقة السياسية في بلجيكا هذا الفعل بشدة.