لقي عبد الله الدهدوه، إمام مسجد الرضا في بلدية أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسيل، مصرعه، وأصيب شخص آخر، مساء أول أمس الاثنين، "اختناقا" في حريق وصف ب "المتعمد". (أ ف ب) وألقت الشرطة المحلية القبض على منفذ الجريمة، ساعات قليلة بعد ارتكابها، إذ أوضحت ماري فيرفيكي، المتحدثة باسم الشرطة المحلية، في تصريحات صباح أمس الثلاثاء، أن السلطات أوقفت مشتبها به قرب مسرح الحادث، شوهد وهو يلقي زجاجة حارقة، تسببت في إضرام النار في المسجد، ما ألحق الكثير من الأضرار بالمبنى، قائلة إن المسجد احترق بالكامل، وأن الإمام توفي مختنقا نتيجة استنشاق الدخان. وأضافت المتحدثة أن المشتبه به مسلم، يبلغ من العمر 34 عاما، ويتحدث فقط العربية، إذ استعان المحققون بمترجم أثناء الاستماع إلى تصريحاته بخصوص أسباب ارتكابه الجريمة، مضيفة أن هويته أو أصله لم يحددا بعد، إذ عبر عن اسمه فقط ب "السيد"، لأنه لم يزود المحققين ببطاقة هويته، وأن هيئته غريبة جدا، وظلت دوافعه لغزا محيرا للمحققين. ورجحت المتحدثة أن تكون فرضية "الجريمة العنصرية" وراء ارتكاب الحادث، ولم تكشف إذا كان قام بهذا الفعل بمفرده أم له شركاء، مبرزة أن المحققين يجرون تحريات مكثفة حول الحادث. وأوضحت أن الزجاجة الحارقة ألقيت أثناء وجود الإمام (47 عاما) مع شخص آخر داخل المسجد، واشتعلت النيران بسرعة في المسجد، وأصيب الشخص الثاني باختناق طفيف، نتيجة استنشاقه الدخان. ودمر الحادث، الذي ارتكب في السادسة والنصف من مساء أول أمس، قسما كبيرا من المسجد، إذ قالت الصحف البلجيكية إن شخصا مجهولا شوهد وهو يحاول إضرام النار في المسجد الشيعي في حي ميرسمان بأندرلخت، الذي يعتبر أكبر مسجد في بلجيكا، وأسرع رجال الإطفاء إلى مكان الحادث، وأخمدوا النيران، لكن إمام المسجد، الدهدوه، توفي رغم مجهودات رجال الإطفاء في إسعافه، مضيفة أنه كان هناك عشرة أشخاص في المسجد وقت الحادث، وعثر على مجموعة من الأدلة. ووصف جويل ميلكت، رئيس بلدية أندرلخت هذا الهجوم ب "الحقير، ولا شيء يبرر مثل هذا الفعل الذي أودى بحياة إمام المسجد". وأعربت وزيرة الداخلية البلجيكية عن "صدمتها لما جرى" وأدانت الحادث ب "أشد العبارات". في السياق ذاته، أكدت الصحف البلجيكية أن مسؤولين مسلمين في بلجيكا وجهوا اتهامات للحركات السلفية، بأن تكون وراء حادث الحريق المفتعل. واعتبرت ايزابيل برايلي، نائبة رئيس مجلس مسلمي بلجيكا، وهي شيعية، أن الشهادات التي جمعت في المسجد تشير إلى أن العمل من فعل متطرفين سلفيين، مؤكدة أن مسجد الرضا، المعروف باسم "مركز الرضا الإسلامي" وهو أكبر مسجد شيعي في بروكسيل، كان تحت حماية الشرطة قبل أعوام، بعد تهديدات سلفية. يذكر أن المسجد المستهدف هو أكبر مسجد شيعي من بين أربعة مساجد في بروكسيل، ويقع في حي أندرلخت، الذي يعيش فيه عدد كبير من المهاجرين المسلمين.