أعرب الوزير الأول عباس الفاسي عن الأمل في أن توضع في يوم من الأيام، قضية مدينتي سبتة ومليلية على طاولة المفاوضات بين بلاده واسبانيا، طالبا أن يترك الأمر للزمن حتى يفعل فعله. "" وأضاف الفاسي في حديث أدلى به لوكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» شبه الحكومية، بثته أمس، أن المغرب استطاع استعادة مناطقه في شماله وجنوبه، التي كانت تحتلها إسبانيا، وذلك بأسلوب المفاوضات والصداقة وحسن الجوار، مبرزا أنه لا يوجد ما يحول دون اتباع نفس الأسلوب في التفاوض. وأكد الفاسي أنه في حالة التفاوض بخصوص مصير المدينتين المحتلتين، فإن كافة الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لساكنيها الأسبان ستحترم، موضحا أنه خلال زياراته المتكررة إلى إسبانيا، أثار دائما موضوع سبتة ومليلية مع محاوريه في الحزبين الرئيسيين "الاشتراكي العمالي" الحاكم، و«الشعبي» المعارض المحافظ. ويقول الفاسي في هذا الصدد إن الإسبان إذا رفضوا إثارة الوضع الاستعماري في الثغرين المغربيين، فإنهم بذلك لا يحترمون المغاربة. وبرأي الوزير الأول المغربي، فإن العلاقات الثنائية بين مدريدوالرباط استعادت طبيعتها، بعد الزيارة التي سبق أن قام بها إلى الرباط وزير خارجية إسبانيا، ميغل أنخيل موراتينوس، إثر الأزمة الدبلوماسية الناتجة عن زيارة الملك خوان كارلوس لسبتة ومليلية، أعقبتها زيارة أخرى مهمة قام بها وفد كبير من رجال الأعمال والمال الإسبان إلى المغرب. وأثنى الفاسي على قرار الحكومة الإسبانية الحالية التي سوت وضعية آلاف المغاربة العاملين بها، وقال ان الاتفاق الجديد المتعلق بتشغيل موسمي ل15 آلاف عامل مغربي، من شأنه أن يدعم علاقات التعاون بين البلدين الجارين. وفي سياق الحديث عن الهجرة السرية، ذكر الفاسي أن عدد المهاجرين غير الشرعيين من المغاربة أو الأفارقة، الذين يحاولون اجتياز الحدود للتوجه إلى إسبانيا، تراجع في المدة الأخيرة، جراء الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان من أجل الحد من تدفق المهاجرين السريين. ويأتي تأكيد الفاسي على حقوق المغرب في المدينيتين، في ظل حملة الانتخابات التشريعية الجارية حيث احتلت المدينتان موقعا لافتا في برامج الحزبين الرئيسيين.