قال عبد السلام انويكة، عن مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث، إن ذاكرة الشعبين الشقيقين الجارين المغرب والجزائر، ولحظات انفتاحهما، وما حصل نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي، وما كان برؤية تعاون مثمر وصريح بين قيادتي البلدين... لحظة يسجل أنها استعادت صفاء علاقاتٍ وأخوة، وتم فيها تجاوز ما كان بأثر في إعاقة تفاعل، من أجل أفق بنَّاءٍ ورحابٍ جامعٍ وموقفٍ موحَّد لهما على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشار انويكة، في مقال له بعنوان "عندما راهن المغرب على الجوار لتحرير صحرائه من الاستعمار"، إلى أن "تبصر السياسة المغربية تجاه الجزائر، وعياً بوحدة مصير وتطلعات شعبين، قد انتهى بزيارة رسمية قام بها الرئيس هواري بومدين إلى المغرب تلبية لدعوة مغربية، عُقدت على إثرها معاهدة أخوة وتعاون وحسن جوار مع بلاغ مشترك حول أفق عمل البلدين". ومن القضايا التي عمقت تقارب قيادات البلدين، يضيف انويكة، "تصفية الاستعمار الإسباني من الصحراء المغربية التي كانت تشغل رأي الشعبين العام"، و"ما ارتبط بعلاقات ومتغيرات سياسية جديدة طبعت وضع المنطقة المغاربية خلال هذه الفترة"، و"ما يخص موقف البلدين من القضية الفلسطينية وتطوراتها ومسألة أمن البحر المتوسط". وهذا نص المقال: من ذاكرة شعبين شقيقين جارين المغرب والجزائر، ومن لحظات انفتاحهما، ما حصل نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي، وما كان برؤية تعاون مثمر وصريح بين قيادتي البلدين. لحظة يسجل أنها استعادت صفاء علاقاتٍ وأخوة وتم فيها تجاوز ما كان بأثر في إعاقة تفاعل، من أجل أفق بنَّاءٍ ورحابٍ جامعٍ وموقفٍ موحَّد لهما على الصعيدين الاقليمي والدولي. وكذا بلوغ تعاون ثنائي يخص جميع ما هو اقتصادي واجتماعي وإداري وعسكري، فضلاً عن النظر في تسوية ملفات شائكة عالقة كانت تشغل رأي المنطقة المغاربية العام، خاصة منها مسألة الحدود وقضية أقاليم المغرب الصحراوية التي كانت خاضعة للاحتلال الإسباني. رهانات وقضايا ثنائية مغربية جزائرية كانت بحاجة لتشاور وزيارات قيادات البلدين، منها تلك التي قام بها الرئيس الراحل هواري بومدين إلى المغرب في يناير من سنة ألف وتسعمائة وتسعة وستين، وقد انتهت بعقد معاهدة أخوة وتعاون وحسن جوار، ومنها أيضاً تلك التي قام بها الراحل الملك الحسن الثاني إلى الجزائر، تحديداً من فاس إلى تلمسان المدينتين التاريخيتين العلميتين خلال ربيع سنة ألف وتسعمائة وسبعين. ولفهم ما حصل من تقارب مغربي جزائري ومن تطور في علاقات البلدين آنذاك، من المفيد الإشارة إلى ما شهدته هذه الأخيرة من أحداث منذ خريف ألف وتسعمائة وثلاثة وستين، والتي من أسبابها العميقة ما اقتطعه الاستعمار الفرنسي من أجزاء ترابية مغربية واسعة تم ضمها إلى مستعمرة الجزائر، التي تمسكت بما تم بتره من تراب المغرب، علما أنه كان بإمكانه بعد ما عُرف ب"حرب الرمال" خلال هذه الفترة مواصلة زحفه واسترجاع ما سلبه منه المستعمِر لولا حكمة ملك المغرب في خيار سِلم وصلح عوض ما هو سلاح وعنف. وكان تبصر السياسة المغربية تجاه الجزائر، وعياً بوحدة مصير وتطلعات الشعبين، قد انتهى بزيارة رسمية قام بها الرئيس هواري بومدين إلى المغرب تلبية لدعوة مغربية، عُقدت على إثرها معاهدة أخوة وتعاون وحسن جوار، مع بلاغ مشترك حول أفق عمل البلدين. ورغم أن ما حصل من زيارات وتشاور حوالي سنة ونصف قد أسهم في تجاوز كثير مما كان عالقاً من مشاكل، فالأمر كان بحاجة لطرح قضايا أخرى ذات طبيعة استشرافية، فضلاً عن النظر في قضية حدود تم الاتفاق على تسويتها سلمياً. وهي التي ظلت عرضة لتغيير وتبديل زمن الاستعمار دون علم المغرب ولا موافقته، بل على حسابه، كما تدل على ذلك خرائط دولية وأخرى إدارية أصدرتها السلطات الفرنسية بالمغرب والجزائروفرنسا منذ مطلع القرن الماضي. يذكر أنه بعد اندلاع الثورة الجزائرية في فاتح نونبر ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين، التي على إثر موقف المغرب المستقل الداعم لها أقدمت السلطات الاستعمارية الفرنسية على احتلال أطراف ترابية مغربية أخرى لمراقبة طرق تموين الثورة، لم يكن بمقدور المغرب الحديث عهد بالاستقلال استرجاع ما اغتُصب منه، إن قديما منذ نهاية القرن التاسع عشر أو حديثاً زمن الثورة الجزائرية، مع أهمية الإشارة إلى المساومات الفرنسية للمغرب لفائدة حدوده شريطة تخليه عن إيواء ثوار الجزائر ووقف دعمهم، وهو ما رفضه المغرب مفضلاً تسوية الملف مع الجارة بعد استقلالها، ومع الإخوة الجزائريين بعد تجاوز محنتهم. هكذا جاء توقيع اتفاقية الرباط من قِبل الملك الحسن الثاني ورئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس صيف سنة ألف وتسعمائة وواحد وستين، وهذا ما حصل قبل استقلال الجزائر، وقبل هجومها على مراكز حراسة مغربية بحاسي بيضا وتينجوب بعد استقلالها خريف سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وستين، وهو ما كان سيؤدي إلى قطيعة شعبين شقيقين جارين، وإلى فتنة بينهما لولا ما رام إليه التعقل في خيار سلم بين الإخوة لتثبيت حق مهما كان بيِّناً. ولعل من مشاكل حدود البلدين، التي كانت بحاجة لدورهما وجهودهما معاً لحلها، أقاليم المغرب الصحراوية المحتلة من قِبل إسبانيا إثر اتفاقيات سرية لها مع فرنسا، وهو ما ظل المغرب يدعو إلى استرجاعها منذ استقلاله وفق ما يضمن وحدة ترابه من اتفاقيات دولية ومعاهدات، إلا أنه أمام ما طبع سياسة إسبانيا من مكر وأطماع، بعد ما اكتشف بالمنطقة من غنى معدني، اضطر إلى عرض قضيته على منظمة الأممالمتحدة عام ألف وتسعمائة وستة وستين، وقد أقرت بما يخدم صالحه لحل القضية وإنهاء وضع احتلال إسباني لأقاليمه الجنوبية. وعوض ما كان منتظرا من إسبانيا تجاه القضية ضمن مناخ سياسي مناسب، صدرت عنها تصريحات علنية بمحافل رسمية حول كونها أجرت استفتاء بالصحراء، وأن أعيان قبائلها أعلنوا تبعيتهم لها في مدريد، ناهيك عما لجأت إليه من تفتين للحمة دول المنطقة الثلاث المتاخمة، والتي تفطنت لدسائسها عندما تشبثت بكلمتها حول أهمية تحرير الصحراء المغربية وإنهاء الاحتلال الإسباني لها. ومن القضايا الأخرى التي عمقت تقارب قيادات البلدين، إلى جانب قضية تصفية الاستعمار الإسباني من الصحراء المغربية التي كانت تشغل رأي الشعبين العام، نجد ما ارتبط بعلاقات ومتغيرات سياسية جديدة طبعت وضع المنطقة المغاربية خلال هذه الفترة، وكذا ما يخص موقف البلدين من القضية الفلسطينية وتطوراتها، ومسألة أمن البحر المتوسط. كل هذا وذاك من الملفات الاستراتيجية دعت إلى أهمية تشاور قيادات البلدين وتبادل الرأي والمقترح خلال نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي، من أجل ما ينبغي من وحدة صف وتعاون وخطة عمل في إطار ما تقتضيه أخوة شعبين جارين خدمة لتطلعاتهما ومصالحهما المشتركة. هكذا توجه ملك المغرب الحسن الثاني إلى الجزائر لإجراء لقاء مع الرئيس هواري بومدين في ربيع ألف وتسعمائة وسبعين، رحلة كانت من فاس إلى تلمسان لِما هناك من شبه ومشترك ثقافي حضاري وارتباط أسري بين مدينتين تاريخيتين. وهكذا جاء التعبير عن عمق علاقة بين بلدين قال بخصوصها جلالة الملك: "إننا عملنا على أن تكون معاملتنا لشقيقتنا الجزائر تتسم بتلك السمات ألا وهي نقاء الضمير وصفاء السريرة، وها نحن نجني ثمار سياستنا واستقامتنا.. ومما يزيدنا إيمانا بسداد خطتنا هو أننا نتقاسم مشاعر واحدة، ونحرص كل الحرص على أن تبقى مكاسبنا في مأمن من عبث العابثين، وأن لا يجد إليها طريقاً من تسول له نفسه المغامرة بمستقبل شعوبنا". ومن جملة ما ذكره الرئيس الجزائري أيضا بخصوص هذه العلاقة: "إنني غير قادر على إيجاد العبارات اللازمة للتعبير بكل صدق ووفاء عن هذه اللحظات.. ما عملناه اليوم ولو في ظروف قصيرة ليس كل ذلك إلا بشرى بالنسبة لنا بأن مستقبل شعبينا وبلدينا أصبح في أمان تام، فبفضل النية الحسنة المتوفرة لدى الطرفين استطعنا أن نخلق جواً من الصفاء والإخاء والمعاملة الصريحة.. أتمنى أن تنمو هذه النتائج المحصل عليها تحت رعاية جلالتكم ورعاية حكومتكم وتحت رعايتنا ورعاية حكومتنا". لقاء تلمسان هذا كان ببلاغ مشترك تضمن جملة معطيات تخص علاقات البلدين وقضايا تعاون بينهما، منها ما ورد حول الأراضي المغربية المحتلة من قِبل الإسبان، أي "الصحراء المغربية"، وما تعلق بأهمية تنسيق البلدين لتحريرها وتصفيتها من الاستعمار، مع الإشارة إلى ما حظي به هذا اللقاء من اهتمام لدى الرأي المغاربي والدولي العام، خاصة ما حصل من اتفاق بشأن تعليم حدود البلدين في نطاق احترام سيادة كل بلد وسياسته ووحدته الترابية. ولعل من جملة ما تناولته الصحافة عن هذا اللقاء ما جاء في جريدة "العلم" المغربية التي أوردت أن "المغرب يعاني من مشكلة أراضيه التي تغتصبها إسبانيا، وقد كان فشل محادثات وزيري خارجيتي المغرب وإسبانيا في الرباط دليلا على أن إسبانيا متمسكة بالصحراء المغربية وبسبتة ومليلية، التي تزعم صحفها الموجهة بأنها لن تكون موضوع مفاوضات لأنها تمثل قطعاً محررة من إسبانيا ما وراء البحر المتوسط، والتي انتزعتها من الإمبراطورية الإسلامية في الأيام الغابرة، كما لن يكون إقليمنا الصحراوي الذي لا علاقة له بالمغرب هو الآخر موضوع مفاوضات". في نفس الإطار أضافت جريدة "العلم" أن "المناورات الاستعمارية تضرب في كل جانب، ولهذا فإن المغرب يجب أن يعمل على استرجاع كل أراضيه المغتصبة. ومن شأن الجزائر التي تَمتِّن علاقاتها مع المغرب (اجتماع تلمسان) أن تسند المغرب في نضاله من أجل تحرير أجزائه المغتصبة.. إذا كان المغرب قد مني دون سائر البلاد التي تحررت أخيراً بتمزيق أراضيه الوطنية، فإن دور المغرب العربي الأول العمل يداً في يد لتخليص المغرب من هذه الراسبة الخطيرة من رواسب الاستعمار التي لا تمس بكيان المغرب فحسب ولكنها تمس بكيان المغرب العربي بأسره". وحول لقاء تلمسان جاء في تعليق بعيون وكالة الأنباء الجزائرية: "إن القرارات التي انتهى إليها رئيسا الدولتين جاءت تعبيراً صادقاً عن إرادة البلدين المشتركة في إيجاد الحلول للمشاكل التي بقيت لحد الآن معلقة، فقرار إنشاء لجنة مشتركة لوضع المعالم الحجرية على خط الحدود.. وقرار تأسيس شركة جزائرية مغربية لاستثمار معدن كًارة الجبيلات، ثم العزم على العمل المنسق بينهما في تحرير الأراضي المحتلة من طرف الإسبان (الصحراء المغربية).. ، كل هذه القرارات تشكل عوامل جديدة من شأنها أن تدفع إلى الأمام التعاون بين المغرب والجزائر". يظهر أنه خلال فترة الستينيات وإلى غاية لقاء تلمسان في بداية سبعينيات القرن الماضي، لم يكن هناك سوى استعمار إسباني للصحراء وانشغال مغربي بأهمية استكمال وحدة البلاد الترابية بتحريرها من الإسبان، مع وعي جزائري رسمي بعدالة القضية وحق المغرب في استرجاع أقاليمه الصحراوية، ولم يكن هناك أي حديث جزائري عن أي شعب صحراوي ولا عن أي "بوليزاريو"، بل حديث عن تنسيق عمل بين البلدين لتحرير المنطقة من الإسبان بدليل ما جاء في تعليق وكالة الأنباء الجزائرية سابق الذكر عن لقاء تلمسان. ماذا حصل لجزائر بداية سبعينيات القرن الماضي؟ وما الذي جعلها تنقلب كلية بعد لقاء تلمسان بفترة وجيزة؟ ولماذا ما لجأت إليه من سيناريو عوض ما تم الاتفاق عليه، وكان قناعة لها آنذاك حول عدالة قضية وحدة المغرب الترابية؟ وأية حسابات طبعت سياستها تجاه ملف وقضية ومن ثمة تجاه مغرب مد يده لإخوة وجوار في لقاء تلمسان لاسترجاع صحرائه من الإسبان؟ أليس ما انزلقت إليه الجزائر، فضلاً عن هشاشته وفقر أساسه، كان سوء تقدير أضاع رهان شعوب بلاد المغارب في النماء والوحدة منذ زمان؟ ألم يكن ما طبع الجزائر من عبث سياسي ومكر موقفٍ ومتاهاتٍ ووهْمٍ تجاه قضية مغربية ترابية عادلة، بأثر فيما كانت عليه منذ عقود ولا تزال من تخبطٍ وهدر ونزيفِ ذاتٍ، وكذا تفويت فرصٍ وحلم تعاون بين شعبين شقيقين. إن مشترك الشعبين الرمزي من تراث وتاريخ وثقافة ومعارك تحرير ضد المستعمر وكفاح من أجل الاستقلال إلى عهد قريب، دليل على ما هما عليه من ذخيرة ماضٍ داعمة لحاضر ومستقبل معاً. فضلاً عن موقع جغرافي استراتيجي رافعٍ لِما ينبغي أن يكون لكسب رهان تنمية بلادٍ وعِباد، في زمن تكتل وتعاون وتكامل عوض كائن البلدين من تنافر وشتاتِ كلمةٍ وخلاف، في الأصل هو نتاج فترة استعمار وإرث مستعمِر عبث بتراب منطقة، ومن ثمة بحدود بلدان، لإبقائها حبيسة نزاع دائم وانقسامية وفُرقة مهما حصل من استقلال، ولشغلها عن ورش تنمية شعوبها بإفشال توحيد كلمتها، فكان ما كان إثر كل هذا وذاك من علاقات غير طبيعية وخلاف بين البلدين لعقود من الزمن، وكان ما كان من انزلاق جزائري ونهج غير محسوب العواقب والتبعات تجاه صالح المنطقة حاضرها ومستقبلها ككل، وكذا من ردود فعل وموقف غير مؤسَّسَ ولا تبصُّري تبنته الجزائر تجاه عدالة قضية بلد جار في استكمال وحدته الترابية "قضية الصحراء المغربية". هكذا سقطت الجزائر في مكر مستعمِر وفخ إرث استعماري، فكانت سياستها بأثر كبير في خلق فُرقة بين شعبين شقيقين وتشتيت كلمة وهدر زمن وحلم وتطلعات شعوب منطقة، وهكذا أتت على رهان بلدين جارين في مغرب كبير قال عنه يوما الرئيس هواري بومدين لمَّا زار المغرب في شتاء ألف وتسعمائة وتسعة وستين: "وإذ أشكركم يا صاحب الجلالة وأهنئكم على هذه المبادرة التي اتخذتموها، والتي أتاحت لنا لقاء سيكون، ولا شك، خطوة هامة نحو زيادة توطيد العلاقات بين البلدين ولبنة جديدة في صرح بناء المغرب العربي الذي كان من أعز أهداف صاحب الجلالة والدكم المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه"، مضيفاً "وإذا كانت تلك الجهود الجبارة (الكفاح المشترك ضد الاستعمار) قد أرجعت للمغرب كامل حقوقه، فقد أفادنا ذلك بطريقة مباشرة في الجزائر.. إذ مكن المغرب من المساعدة لثورتنا المسلحة والمساهمة بطريقة فعالة في التعجيل بالانتصار.. والشعب الجزائري لا ينسى أبداً لشقيقه الشعب المغربي كل ما تحمله معه من أعباء ومحن وناله منه من تأييد ومؤازرة، إذ كان إلى جانبه ملكاً وحكومة وشعباً". هذا فقط بعض من ذاكرة شعبين شقيقين كان ينبغي أن يكونا في غنى عما هما عليه الآن من طبيعة علاقات وشتات كلمة وفُرقة كلمة وإغلاق حدود.. لو استثمرت الآلة السياسة الجزائرية فيما يخدم خير بلدين جارين عوض ما يفرقهما ويسهم في هدر زمنهما، ولو استثمرت فيما يخدم وحدة تراب ولحمة المنطقة وتقويتها ولَمِّ شملها وليس تفكيكها وتجزئتها وإنبات وحِضن ما يهدد مصيرها وكيانها وسلامها وسلامتها، ومن ثمة إضعافها بهدر مواردها وإفشال أوراشها وإفقار وتيئيس شعوبها، ولو استثمرت أيضاً فيما ينفع بلاد المغارب ويدفع باتجاه تحقيق تطلعاتها وبلوغ ما هو عالق منشود لديها من رهان وحدةٍ وأحلامِ تنمية وتعاونٍ ورخاءٍ وازدهار.