انتصرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء للمنخرطين في الودادية السكنية "المحيط الأزرق" بالمنصورية ضحايا المشروع المعروف ب"أتلانتيك بيتش"، بعدما كانت المحكمة الابتدائية قد أدانت رئيس التعاونية وأمين مالها بالسجن النافذ عشر سنوات. وقررت المحكمة في حكم تمهيدي، اليوم الأربعاء، الاستجابة لدفاع الضحايا الذين يفوق عددهم الألف؛ إذ قضت بالاستجابة لطلب معاينة المشروع، بعدما كان الخبير أكد الانتهاء من عملية بناء الشقق بينما نفى المنخرطون ذلك. وينتظر أن يزور القاضي برفقة ممثلين للمنخرطين ودفاعهم، في ال17 من الشهر الجاري، مكان المشروع الواقع بتراب جماعة المنصورية التابعة لإقليم بنسليمان، للوقوف على مدى صحة ما جاء في تقرير الخبرة. كما قررت الهيئة القضائية ذاتها إجراء خبرة محاسباتية جديدة، على اعتبار أن الخبرة التي تتوفر عليها ضمن وثائق الملف كانت ناقصة ولا تحتوي على مداخيل تهم السنوات الماضية، وهو قرار يأتي في ظل عجز نوفل الورادي، رئيس ودادية "المحيط الأزرق"، عن تبرير مصير ال25 مليار سنتيم التي اختفت من حسابات الودادية، وتفسير استغلاله لشركات باسمه وبأسماء أقاربه في صفقات خاصة بمشروع "أتلانتيك بيتش" بالمنصورية. واعتبر المنخرطون بالودادية السكنية هذا القرار الصادر من لدن المحكمة اليوم الأربعاء، انتصارا لهم، على اعتبار أنه سيمنح المحكمة الفرصة للوقوف على صحة المشروع ومعاينة مدى جاهزيته كما جاء في تقرير الخبرة. ويأتي هذا القرار من لدن محكمة الاستئناف بعدما كانت المحكمة الابتدائية لبنسليمان قد أدانت رئيس تعاونية هذا المشروع بالسجن 10 سنوات، مع حرمانه من حقوقه الوطنية والسياسية، عقب تورطه في عملية اختلاس مبلغ 25 مليار سنتيم، وعدم إتمام المشروع العقاري التعاوني لفائدة المنخرطين. وكان رئيس الودادية المعني قد اعترف بتأسيسه لعشر شركات "صورية" باسم سائقه الخاص، قبل أن يحول ملكيتها بالكامل في اسم والدته المسنة، ويمرر إلى هذه الشركات العديد من صفقات مشروع "أتلانتيك بيتش"، قصد التحايل على المنخرطين بشأن الصفقات التي يبرمها باسمهم.