زارت إيلفا يوهانسون، المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، اليوم الثلاثاء، فضاءات المركب متعدد الخدمات للمقاولين الشباب "مقاول لاب" بحي العكاري بالرباط، في إطار تفقدها للعديد من المشاريع الممولة من طرف الاتحاد الأوروبي في مجال هجرة اليد العاملة وإدماج المهاجرين. وقدم عبد المنعم المدني، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، تجربة الوكالة في تدبير هجرة اليد العاملة إلى البلدان الأوروبية من خلال مشاريع نموذجية ممولة من قبل الاتحاد الأوروبي. وأشادت المفوضة الأوروبية بالنتائج التي حققتها الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات في مواكبة مشاريع أوروبية بالمغرب، ومن ضمنها مشروع "باليم" الذي يربط بين تطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المغرب ومواجهة الخصاص في اليد العاملة في هذا القطاع في الجهة الفلامانية ببلجيكا. وقالت المسؤولة الأوروبية إن "الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الهجرة، لكن يجب إدارتها بشكل جيد"، وشددت على ضرورة الشراكة وتعزيز التعاون مع المغرب في هذا المجال، واصفة المملكة ب "الشريك المهم" للاتحاد الأوروبي. وأبرزت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن مستقبل الهجرة يكمن في الاهتمام بمثل هذه المشاريع التي تعطي الفرص للشباب لتنمية مهارات يمكن استخدامها في سوق الشغل المغربية والأوروبية على حد سواء، وأكدت أن تعزيز الشراكة بخصوص الهجرة القانونية والآمنة يقطع الطريق على الهجرة غير الشرعية ومافيات تهريب البشر. ويقوم المفوضان الأوروبيان للشؤون الداخلية ولسياسة الجوار والتوسع، إيلفا يوهانسون وأوليفر فاريلي، على التوالي، بزيارة إلى المغرب، ابتداء من اليوم الثلاثاء، حيث يجريان مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة رفيعي المستوى. وأوضحت إيلفا يوهانسون، في تصريحها لهسبريس، أنها ستناقش مع المسؤولين المغاربة مشاريع جديدة في مجال مواكبة هجرة اليد العاملة، وشددت على أن إدارة الهجرة يجب أن تتم بشكل مشترك مع الجانب المغربي في إطار مبدأ رابح-رابح. وقال عبد المنعم المدني، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، إن الوكالة تحرص على أن تكون الهجرة القانونية والآمنة هي الجانب المرجح والغالب، مشيرا إلى أن زيارة المفوضة الأوروبية مناسبة لإبراز تجربة المغرب في تطوير الهجرة القانونية. وأضاف المسؤول ذاته أن "أنابيك" حريصة على ضمان التوازن في عملية الهجرة القانونية، وذلك للاستجابة إلى متطلبات سوق الشغل في دول الاستقبال دون إحداث تفقير في سوق الشغل بالمغرب، وزاد أن الوكالة تشتغل في هذا الجانب لإقناع مقاولات أوروبية والجهات المسؤولة على الهجرة من أجل تطوير أساليب الهجرة دون إلحاق ضرر بالمغرب عبر ما يصطلح عليه ب"هجرة الأدمغة". وتعمل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بحسب المدني، على إبراز طاقات الشباب الذين لم يجدوا بعد فرص شغل بوطنهم من أجل مواكبتهم على الاندماج في السوق الشغل الأوروبية، وذلك عبر صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم. وأبرز المتحدث أن المغرب نجح في تنظيم أكبر "هجرة دائرية" في العالم المتعلقة بإرسال عاملات موسميات للعمل في المقاولات الفلاحية بإسبانيا، معتبرا أن إرسال 16 ألف عاملة إلى الخارج يتطلب الحذر اللازم لتفادي عدم انحراف العملية وتصير غير نظامية. وكشف المصدر ذاته أن "أنابيك" تعكف على تطوير عملية إرسال العاملات المغربيات إلى الحقول الإسبانية، مشيرا إلى أن العمل جار مع الاتحاد الأوروبي ومصالح الهجرة بإسبانيا من أجل أن تصبح "الهجرة الدائرية" مجرد محطة من مسلسل إدماج العاملات الموسميات في الاقتصاد المغربي. وأورد المدير العام للوكالة المعنية بمواكبة الهجرة القانونية إلى الخارج أنه ستتم مساعدة العاملات الموسميات لخلق مشاريع ذاتية لفائدتهن في مختلف أقاليم المملكة المغربية، مضيفا أن هذا البرنامج سينطلق في أواخر 2020 من أجل مواكبة العاملات الموسميات بعد عودتهن من إسبانيا، وذلك في إطار سياسة رد الاعتبار للمرأة القروية وإدماجها في الاقتصاد المغربي.