بحر الأسبوع الجاري أعلن عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في لقاء بالرباط، عن اندماج أزيد من 90 في المائة من جبهة العمل السياسي الأمازيغي في حزب التجمع الوطني للأحرار، مبرزا أن "هذه الخطوة جاءت بعد لقاءات بين رموز الحركة الأمازيغية وحزب الأحرار". ووسط تساؤلات حول تقوية المشاركة السياسية للحركة الأمازيغية، شدد رئيس حزب "الحمامة" على ضرورة انخراط رموز الأمازيغية في العمل السياسي والانتخابي، لأن التغيير يكون بالمشاركة، مخاطبا جبهة العمل السياسي الأمازيغي بالقول: "الأحرار بيتكم للدفاع عن توجهاتكم السياسية، وحان الوقت لسماع صوت الأمازيغ في البرلمان والهيئات المنتخبة". وحول جدوى هذه الخطوة التي قسمت مكونات العمل السياسي الأمازيغي في المغرب، يرى بوبكر أونغير، المنسق الوطني للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، أن "الحركة الأمازيغية محتاجة إلى من يدعمها سياسيا من داخل دوائر السلطة ولدى الأحزاب السياسية، ومن لدن فعاليات المجتمع المدني الديمقراطي الذي يؤمن بالتعدد الثقافي"، معتبرا أن "الأمازيغية ظلمت تاريخيا منذ استقلال المغرب رغم التضحيات الكبيرة التي بذلها الأمازيغ في استقلاله وبناء الدولة الوطنية". وسجل أونغير أن "التحاق جزء من الفاعل الأمازيغي بحزب التجمع الوطني للأحرار هو اختيار شخصي وتقدير خاص لجزء من مناضلي الحركة الأمازيغية الذين يعتقدون أن وزن رئيس حزب الأحرار وانتماءه إلى منطقة أمازيغية يمكن أن يساهم في رفع الحيف عن الأمازيغية"، مشيرا إلى أن "هذا تقدير سياسي في وقت سياسي ضيق وحرج جدا، حيث إن الانتخابات على الأبواب والأحزاب غالبا في هذه المرحلة تعطي وعودا انتخابية عالية السقف تنمحي مع فجر الوصول إلى الحكومة". وفي الوقت الذي أكد فيه أونغير أن "الفاعلين في الحركة الأمازيغية مطالبون بالانخراط في كل الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تحترم مطالبهم وتؤمن بها وتناضل من أجلها باختلاف هذه الأحزاب والتنظيمات"، شدد على أن "الحركة الأمازيغية في حاجة إلى احتضان ودعم ملكي مباشر، لأن المؤسسة الملكية هي القادرة الوحيدة على إنصاف الأمازيغية بالمغرب"، مضيفا: "تبقى مبادرات الفاعلين الأمازيغ في العمل السياسي محترمة ومقدرة مادامت ستعطي إضافة نوعية للمطالب الأمازيغية". وشدد الفاعل الحقوقي الأمازيغي، في هذا الصدد، على أن "انتماء بعض الفاعلين الأمازيغ للأحزاب السياسية ومنها الأحرار، لا يجب أن يفهم منه أن الحركة الأمازيغية اندمجت مع حزب سياسي"، مشددا على أن "الحركة الأمازيغية حركة مستقلة ويجب أن تبقى كذلك لكي نجعل مسافة ضرورية ومطلوبة بين فعل سياسي يشارك به الأمازيغ في مرحلة توازن قوة سياسي مختل وبين حركة أمازيغية تناضل من أجل تحقيق شروط أفضل للاستجابة لمطالبها العادلة والمشروعة". يذكر أن "الجبهة الأمازيغية" خرجت إلى حيز الوجود بعد انعقاد عديدٍ من اللقاءات والمشاورات الدورية المنتظمة، التي ضمّت مجموعة من مناضلي القضية الأمازيغية على المستوى الوطني، ويُراد منها التحسيس ب"منسوب المخاطر التي تزداد حدتها ضد الحياة الأمازيغية والحركة الأمازيغية"، وفق البيان التأسيسي لها.