تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أعلنت القوات المسلحة الملكية أنها تنظم أيام 13 و14 و15 نونبر الجاري بالرباط، معرضا بمناسبة مرور 60 سنة من "مساهمة المملكة المغربية في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني عبر العالم"، وذلك بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومكتب منظمة الأممالمتحدةبالرباط. وأشار بلاغ للقوات المسلحة الملكية إلى أن "تنظيم هذا المعرض، الذي ستحتضنه المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، يأتي على هامش الذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى 75 لإنشاء منظمة الأممالمتحدة، لإبراز الانخراط الفعال للمملكة المغربية منذ سنة 1960 في خدمة مبادئ السلام والأمن عبر العالم، وأيضا لتقاسم الخبرة المكتسبة من طرف القبعات الزرق المغاربة من أجل الدفاع عن القيم الكونية للتضامن والكرامة والعمل الإنساني عبر إرسال تجريدات تابعة للقوات المسلحة الملكية، تحت راية الأممالمتحدة، بمختلف القارات". وأضاف المصدر ذاته أن "هذا المعرض يسلط أيضا الضوء على بعد التضامن الإنساني للمملكة المغربية الذي يتجلى بالأساس في إرسال المستشفيات الميدانية الطبية الجراحية التابعة للقوات المسلحة الملكية، وإيصال المساعدات الإنسانية المباشرة لفائدة سكان الدول التي تمر من أزمات أو تواجه تبعات كوارث طبيعية في مختلف بقاع العالم". وأوضح البلاغ أن "مساهمات المملكة المغربية في الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية السامية تأتي كامتداد لتقليد عريق ضارب في التاريخ المجيد للمملكة، لنصرة قيم التضامن مع مختلف شعوب المعمور ومساندة الشرعية الدولية ومفاهيم الحق والقانون الدولي". وورد ضمن البلاغ أن الملك محمد السادس أكد خلال الأمر اليومي الذي وجهه لأفراد القوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى 61 لإنشائها، أن "انخراط المملكة المغربية منذ نشأة قواتنا المسلحة الملكية في الجهود الأممية لتحقيق الاستقرار وزرع قيم التعايش السلمي بين الشعوب، خصوصا في إفريقيا، هو نموذج آخر لتشبثنا بهذه القيم التي لازالت تحمل مشعلها كل من تجريداتنا العسكرية المنخرطة في عمليات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى". وبالإضافة إلى ذلك، يورد البلاغ، شكل البعد الإنساني، منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، مكانة محورية في جل المساهمات المغربية، سواء تعلق الأمر بعمليات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأممالمتحدة أو في إطار عمليات التضامن العالمي. وسجل البلاغ بهذا الخصوص أن هذا البعد يترجم الرغبة الملكية السامية التي حملتها عبارات الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في أشغال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، التي استضافتها اسطنبول يومي 23 و24 ماي 2016، وجاء فيها: "منذ اعتلائنا عرش أسلافنا الميامين، حرصنا أن يكون العمل الإنساني ركيزة أساسية ومحورية للسياسة الخارجية للمملكة. وهنا وبكل افتخار يمكننا أن نذكر المشاركة الفعلية للمغرب في الحد من الأزمات الإنسانية أينما كانت، خصوصا في بلدان الجنوب". وتم تعزيز هذا المعرض بمقتطفات من الخطب والرسائل الملكية السامية، وكذا بشهادات لمسؤولين أمميين بارزين وبعض قادة قوات حفظ السلام، كما تمت صياغته وفق منظور أنفوغرافي حديث يتوسطه فضاء مركزي مخصص للزيارات الملكية السامية التي قام بها الملك للمستشفيات الميدانية الطبية الجراحية التي أقامتها القوات المسلحة الملكية في كل من الغابون والنيجر والكونغو-برازافيل والمملكة الأردنية الهاشمية (الزعتري) ومالي وغينيا وغينيا بيساو وجنوب السودان، وهو ما يرمز للتضامن الملكي الفعال، وسيتم عرض شريط يوثق لهذه الزيارات الملكية السامية خلال هذا المعرض. وأشار البلاغ إلى أنه جرى "إغناء المعرض بأزيد من 300 صورة فوتوغرافية معبرة تم اختيارها بعناية كي تؤثث 30 لوحة أنفوغرافية تهدف إلى إبراز انخراط القوات المسلحة الملكية في مجال حفظ السلام والعمل الإنساني، بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة في مجال التكوين الخاص بحفظ السلام لفائدة الدول الشقيقة والصديقة"، مضيفا أن "المعرض يختتم بفضاء خاص للترحم على شهداء الواجب، شهداء القوات المسلحة الملكية الذين سقطوا خلال تأديتهم لمهامهم ضمن بعثات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأممالمتحدة". واستعرض البلاغ إجمالي مساهمة المملكة المغربية في عمليات حفظ السلام الأممية والعمل الإنساني، المتمثلة في مشاركة أكثر من 74 ألفا من القبعات الزرق المغاربة في 14 عملية أممية لحفظ السلام، وإقامة 17 مستشفى عسكريا ميدانيا في 14 بلدا، استطاعت توفير أكثر من مليونين و650 ألف خدمة طبية لفائدة الساكنة المحلية واللاجئين، وأكثر من نصف قرن من المساعدات الإنسانية. وجاء في ختام البلاغ أن "الحفل الافتتاحي لهذا المعرض، المزمع إقامته يوم الجمعة 13 نونبر الجاري ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، سيعرف حضور ممثلين عن منظمة الأممالمتحدة وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين بالرباط، إلى جانب ضباط سامين تابعين لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وستخصص فترة ما بعد الزوال لزيارة الملحقين العسكريين المعتمدين بالرباط، فيما سيتم فتح المعرض في وجه العموم يوم السبت 14 نونبر ابتداء من منتصف النهار".