تأكيد على رفض الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي الانسياق وراء نزوعات الأطراف الأخرى.. هذا ما حمله الخطاب الملكي، بمناسبة المسيرة الخضراء، إذ بلغ عدد الدول، التي لا تعترف بالكيان الوهمي 163 دولة، أي 85 بالمائة من الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة، يقول الخطاب الملكي. وأضاف الجالس على العرش، مساء اليوم السبت، أن هذا التوجه تعزز باعتماد القوى الدولية الكبرى مواقف بناءة، منها إبرام شراكات استراتيجية واقتصادية، تشمل، دون تحفظ أو استثناء، الأقاليم الجنوبية للمملكة كجزء لا يتجزأ من التراب المغربي. واستنادا إلى هذه المكتسبات، يؤكد ملك المغرب أن البلاد ملتزمة صدقا بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي على أساس مبادرة الحكم الذاتي. "كما سيظل المغرب ثابتا في مواقفه، ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة"، يضيف الملك في خطابه. نوفل البوعمري، الخبير في قضايا الصحراء، أوضح أن الخطاب الملكي، بمناسبة الذكرى ال45 للمسيرة الخضراء، أعاد التذكير بسياق النزاع على عدة مستويات، أبرزها المستوى الأممي، مع تأكيد العاهل المغربي على مسار التسوية وتبني خيار الحكم الذاتي. وأضاف البوعمري، في تصريح لهسبريس، أن الخطاب أعاد التذكير بمواقف المغرب بخصوص التعاطي الإيجابي مع أي تعيين لمبعوث أممي جديد، خاصة قرار مجلس الأمن حول الصحراء 2548، كما أشار إلى مواقف المغرب الثابتة مما يحدث على المستوى الميداني، سواء فيما يتعلق بالكركرات أو المنطقة العازلة. وأشار البوعمري إلى أن الخطاب الملكي أكد فيما يتعلق بالوضع في الكركرات قدرة المغرب واستعداده الدفاع عن نفسه ورد أي عدوان. لكن فيما يتعلق بتدبير الوضع الحالي، حمل الخطاب الملكي المسؤولية للأمم المتحدة ولبعثة "المينورسو" من أن الحفاظ على الوضع السابق الذي خلقته البوليساريو. وتابع الخبير المغربي قائلا إن "البوليساريو تجاوزت القانون الدولي من خلال قطعها الطريق، وسلكها نهجا بلطجيا ينهل من منطق التنظيمات التي تشتغل بأسلوب قطاع الطرق، وحمّل المسؤولية للأمم المتحدة من أجل ضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتزام مختلف الأطراف بمضامينه".