قال الملك محمد السادس إن المغرب يواصل بكل ثقة والتزام "انخراطه في الدينامية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع مبعوثه الشخصي، بخصوص قضية الصحراء، وذلك على أساس نفس المرجعيات التي حددناها في خطاب المسيرة الخضراء الأخير"، مشيرا إلى أن "القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، ولقمة الاتحاد الإفريقي، تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في رعاية المسار السياسي". وأضاف الملك، في الخطاب الذي وجهه أمس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أن "المغرب مرتاح للانسجام المتزايد بين هذه المبادئ والمواقف الدولية". وعبر عن شكره وتقديره "للقادة الأفارقة الأشقاء، الذين تفاعلوا بإيجاب مع المواقف المبدئية للمغرب، وتجاوبوا مع نداء مجلس الأمن الدولي، الذي دعا أعضاء المنتظم الدولي إلى دعم جهوده". وفي هذا السياق، أوضح الخبير في قضية الصحراء، نوفل البوعمري، أن "الملك خصص ثلاث فقرات مركزة اتجهت نحو تأكيد المغرب على مواقفه الثابتة، أولاها انخراطه الإيجابي في الدينامية الجديدة، التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تعززت مع قرار مجلس الأمن السابق، الذي أكد على ضرورة إطلاق عملية سياسية بروح جديدة، يجسدها مقترح المغرب لحل هذا النزاع المفتعل حول الصحراء". وأضاف البوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الخطاب أكد بشكل حاسم أن المغرب له رؤية واضحة في العملية السياسية، وكيفية إدارتها ومتطلباتها السياسية، وهي الرؤية التي تجدُ سندها في خطاب المسيرة الخضراء من خلال المحددات الثلاثة، التي يمكن أن تضمن انخراط المغرب في أي مفاوضات مستقبلية: أولها، أن يكون مقترح الحكم الذاتي أرضية النقاش وأقصى تنازل يقدمه المغرب، ثم ألا تكون هناك مفاوضات من أجل المفاوضات، أي أن الجلوس مع طرف ليس هو الهدف، بل مجرد وسيلة للوصول إلى الهدف الأساسي، الذي هو حل النزاع نهائيا. إضافة إلى مطلب إدراج النظام الجزائري كطرف رئيسي في النزاع، عوض البوليساريو المفتقرة إلى قرارها السيادي والسياسي". وأشار البوعمري إلى أن "الخطاب الملكي كان واضحا، وحسم أي نقاش حول الملف خارج عن هذه المحددات، حيث شكل رسالة واضحة إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي إذا كان يريد تقديم مقترح حول إجراء مفاوضات مباشرة فستكون تحت هذا الإطار". وأضاف أن "الخطاب الملكي هو رد سياسي من أعلى هرم في البلاد على أي خطوة سياسية قد يتم القيام بها أو طرحها في الأسابيع المقبلة قبل انعقاد جلسة أكتوبر"، مشيرا إلى أن "الخطاب عرج على قرارات مجلس الأمن، التي اعتبرها تأتي مطابقة لرؤية المغرب لحل النزاع، وهي إشارة أكيدة على تطابق رؤية غوتيريس مع رؤية عاهل البلاد فيما يتعلق بحل النزاع والمسلك السياسي لهذا الحل، إذ أن الأممالمتحدة عندما تقول إنها تريد إطلاق دينامية سياسية بروح جديدة، فعلى طاولتها لا توجد غير مباردة المغرب، على اعتبار أن استفتاء تقرير المصير يعتبر خارج هذه الدينامية بسبب استحالة تنظيمه، كما عبر عن ذلك بيتر فان والسوم، لذلك يظل المقترح المغربي هو الذي يعبر عن هذه الروح الجديدة للعملية السياسية". وبخصوص شكر الملك لقادة الدول الإفريقية، أوضح البوعمري أن "توجيه الشكر إلى هؤلاء القادة هو التفاتة عرفان من طرف ملك البلاد على دعمهم المتواصل للمغرب في معركة وحدته الترابية والوطنية، التي حقق المغرب فيها انتصارات على المستوى الاتحاد الإفريقي بفضل دعم أصدقائه في القارة الإفريقية"، مشيرا إلى أن "الخطاب وإن جاءت القضية الوطنية مختصرة في فقراته، فقد كانت جد مركزة وواضحة، وأعادت التأكيد على ثوابت المغرب غير القابلة لأي نقاش".