الوذمة الشحمية هي حالة مرضية تعبر عن التوزيع غير المتساوي للدهون تحت الجلد وخصوصا في منطقة الفخذ والجزء السفلي من الأرجل والورك والركبتين والذراع. ويمكن مواجهة هذه الحالة المرضية من خلال العلاج الفيزيائي وشفط الدهون. وأوضح البروفيسور مانويل كورنيلي، أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية، أن الوذمة الشحمية هي اضطراب خلقي في توزيع الدهون يحدث بسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ والحمل وانقطاع الطمث، مشيرا إلى أنه يصيب النساء حصريا تقريبا. خلل في النقل وأضاف كورنيلي أن الوذمة الشحمية عبارة خلل في "النقل"؛ حيث تزداد الأنسجة الدهنية في الساقين والذراعين، وهذه الدهون بدورها تنتج المزيد من السائل اللمفاوي، ما يعني أنه سيتعين على الأوعية اللمفاوية نقل المزيد من السائل بعيدا، مما يؤدي إلى زيادة العبء، وفي مرحلة ما يبقى السائل اللمفاوي بين الخلايا الدهنية. ويعاني المرضى من تضخم وسماكة في الأرجل، وفي 90 % من الحالات من الأيدي السميكة أيضا، في حين أن الجذع والقدمين واليدين تبقى نحيفة، مع عدم استجابة للتخسيس والبرامج الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المصابون بالألم عند الضغط الخفيف على هذه الأماكن. وعادة ما يحدث هذا الألم الناجم عن الضغط بالذراعين بعد بضع سنوات من ظهوره في الساقين. ثلاث مراحل ومن جانبه أوضح أخصائي جراحات التجميل الألماني مويتابا جودس أن المرض ينقسم إلى ثلاث مراحل، في المرحلة الأولى: يبقى الجلد ناعما، ولكن عادة ما يكون النسيج تحت الجلد في الساقين والذراعين سميكا. وفي المرحلة الثانية: يكون الجلد متكتلا. وفي المرحلة الثالثة: يكون الذراعان والساقان سميكان وغير متساويين، وغالبا ما تنتفخ الأنسجة الزائدة. العلاج الفيزيائي وأشار كورنيلي إلى أن علاج الوذمة الشحمية يشمل العلاج الفيزيائي لإزالة الاحتقان، وذلك بإجراء التصريف اللمفاوي اليدوي والجوارب الضاغطة والعلاج بالحركة والعناية بالبشرة. ويساعد هذا العلاج على تخفيف الأعراض، لكنه لا يقضي عليها تماما؛ فالعلاج النهائي هو الاستئصال الجراحي للأنسجة الدهنية للوذمة الشحمية. وطور كورنيلي تقنية جراحية خاصة للوذمة الشحمية ويستخدمها منذ عام 1997، وهي عبارة عن نحت الدهون الليمفاوية؛ لأنه يجب إزالة كل الدهون الموجودة بين الجلد والعضلات مع الحفاظ على الأوعية اللمفاوية. وإذا لم يجد ذلك نفعا، يتم اللجوء لما يعرف بشفط الدهون. *د.ب.أ