مواجهة جديدة بين رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وفرق المعارضة في مجلس المستشارين، وذلك على خلفية المعطيات التي قدمها حول تدبير الحكومة لأزمة فيروس كورنا، بلغت حد اتهام السلطة التنفيذية بفقدان ثقة الشعب المغربي. جاء ذلك ضمن حديث رئيس الحكومة، الثلاثاء، في جلسة عمومية شهرية لتقديم الأجوبة عن الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة، في سياق مناقشة موضوع "السياسات الحكومية لمعالجة تحديات الوضع الاقتصادي والاجتماعي في ظل تداعيات جائحة كورونا". العثماني رفع من لجهته تجاه المعارضة بالقول: "هناك إنجازات للحكومة، ولا يمكن القول إنها فقدت ثقة الشعب المغربي"، مضيفا: "لا توجد أي استطلاعات تقول هذا، وفي المقابل تحاول أحزابكم مراجعة القاسم الانتخابي بطريقة عجيبة وغريبة لم يسمع بها أحد". واستطرد رئيس الحكومة في هذا الصدد: "إذا كان الشعب المغربي فقد الثقة في الحكومة فلماذا لا تتوجهون إلى الانتخابات وأنتم مرتاحون وبوجه مكشوف"، متسائلا: "كيف تقطعون في القاسم الانتخابي؟ ...إذا قمتم بذلك سأكون أول مصفق لكم". العثماني، الذي أغضبته مداخلات المعارضة، قال أيضا: "أنا مسؤول عن ثقب الأوزون، وإذا أردتم أن أكون مسؤولا عن كورونا ونتائجها فأنا أقبل ذلك"، مضيفا: "العالم كله يعرف الوباء، والدول الشريكة تعرف انكماشا اقتصاديا يصل إلى 12 في المائة، والبطالة تعرف أرقاما فلكية في عدد من الدول". وأضاف رئيس الحكومة أنه ليس من أوقف حركة الطيران والسياحة، "بل يمكن القول إن الحكومة نجحت في مواجهة تداعيات الجائحة"، متهما عددا من مستشاري المعارضة ب"العدمية في إطلاق الأحكام"، وزاد أن "المغرب يعرف إنجازات، ولكن هناك مشاكل". وفي وقت اتهمت المعارضة الحكومة بالفشل في تدبير ملفات الجائحة، قال رئيس الحكومة إن "الكلام العام دليل على العجز في تقديم بدائل"، مخاطبا فريق الاستقلال بالقول: "كنتم في حكومات متعاقبة وتعرفون الخصاص الموجود". وشهدت الجلسة مشادات بين أعضاء فريق حزب الاستقلال ورئيس الحكومة بلغت حد مقاطعته لأكثر من مرة، وذلك بعد اتهامهم ب"تسويد الوضعية في المغرب"، معتبرا أن "القول بفشل الوضع الصحي غير منطقي وغير معقول، لأن المستشفيات المغربية هي التي استقبلت المرضى بكوفيد 19".