لم تمرّ خرجة رئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، حول "مقاطعة" المنتجات الفرنسيّة دونَ أن تثيرَ ردودَ فعل كثيرةً من طرف نشطاء مواقع التّواصل الاجتماعي، منهم من عابَ "ظهور" الرّجل وتحدّثهِ بدون أيّ صفةٍ سياسيّة أو قيادية في أمورٍ لها أبعاد سيادية كبيرة و"معقّدة". وبدا الأمين العام السّابق لحزب "العدالة والتّنمية" في حديثهِ الذي بثه مباشرة على منصّات التواصل الاجتماعي، متحمّساً في تعاطيه لموضوع مقاطعة "المنتجات الباريسية"، رافضاً تصريحات الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام والتّطرف. وبعدَ غيابٍ طويلٍ عن المشهد السّياسي والإعلامي، فضّل "بنكيران" كسرَ حاجز الصّمت معلناً رفضه تصريحات الرّئيس الفرنسي حول أزمة الإسلام"، قبل أن يوجّه رسالته إلى عموم المسلمين، وخصوصا القاطنين بفرنسا، قائلا إن "الذي أراه يقع من طرف الشباب وغيرهم من محاولة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز شرعا". ووصفَ معلّقون مغاربة خطاب بنكيران الجديد ب"الشّعبوية"، متّهمين إيّاه بالرّكوب على أيّ موجة عاطفية، بينما تساءل آخرون "هل يحتاج المغاربة أن توصيهم على عدم الاعتداء. يا أسفاه على سياسي من أمثال هذا الشخص. كيف يأخذ أموالا باهظة من خزينة الدولة ويدعو الى خرابها في آن واحد كأنه لا يعلم ذلك ". ودبّج معلق يدعى "اسماعيل" تدوينة قال فيها: "بأية صفة يخاطب المواطنين ويوجه لهم النصح والإرشاد هذا المسمى بنكيران الذي أصبح اسمه مرتبطا بالأزمة والافلاس؟؟ أهي محاولة العودة لإتمام ما تبقى من الخراب أو للدعاية لحزبه الذي فقد بريقه". بينما قال معلّق آخر: "موقف يحسب لسي بنكيران. من أراد أن يقاطع فهذا شأنه، لكن الشحن العاطفي لن ينتهي على خير وذلك على المسلمين قبل غيرهم. بالنسبة للإعلاميين والمؤثرين، إن أردتم أن تدعوا للمقاطعة فلا تقوموا بشحن المتلقي بما ترونه من مساوئ في فرنسا". وتساءل معلّق آخر مخاطبا بنكيران: "من طلب منك أن تنصح المسلمين؟ ما وقع في فرنسا شيء مخزي ولم يكن يجب أن يقع. قتل الأبرياء محرم شرعا. ما علاقة الذين قتلوا بخرجات المتعصبين الكفار وتحاملهم ضد المسلمين؟"، وزاد قائلا: "أنا متأكد أن من استفز المسلمين في فرنسا كان يريد أن يتقرب من أقصى اليمين ليضمن ولاية أخرى أو كان يخدم أجندة أجنبية صهيونية". وتابع موجها كلامه إلى بنكيران: "السيد بنكيران الذي يعطي دروسا للغير في محاربة العنف، أنسيت أنك عنفت الأطباء والأساتذة والأئمة و.... و... لما كنت رئيسا للحكومة وأعطيت الأوامر للشرطة لتقمع كل من يطالب بحقه؟ غريب أمركم يا من تدعون الدين بدون دين". وكتب معلّق قائلا: "غير متفق معك آسي بنكيران في موضوع تأييدك للمقاطعة، كيف لرجل دولة سبر دهاليز السياسة أن يدعو للمقاطعة؟ وماذا سنقاطع؟ هل نكتفي بمقاطعة الفرماج والشكلاط كما يروج لذلك البعض؟ أم نقاطع كل المنتوجات الفرنسية من قبيل السيارات والقطارات ووسائل الاتصال وقطع الغيار والأدوية وحليب الأطفال والبحوث العلمية؟". وأضاف المعلّق ذاته: "لقد سلكت بدعوتك هذه الطريق الخاطئ. كان الأجدر بك أن تدعو الناس إلى العمل والاجتهاد والبحث العلمي والتنمية الحقيقية وكل ما من شأنه المساعدة على امتلاك وسائل القوة دون الاكتراث لما يقوله الآخرون، وسيكون هذا أهم نصرة لسيد الخلق (ص)".