يعيش مجموعة من الطّلبة صعوبات كبيرة بسبب استمرار إغلاق الأحياء الجامعيّة العموميّة، خاصّة بعد عودة الدراسة الحضوريّة في مؤسّسات عليا لا تتوفّر على داخليّات، وبسبب ضيق ذات اليد. وبعد توقّف الدراسة الحضوريّة منذ شهر مارس الماضي، وغياب خبر حاسم، في وقت سابق، حول موعد وطريقة استئناف الدراسة في وقت الدّخول الجامعيّ، وفي انتظار المنحة، يبقى العديد من الطّلبة غير قادرين على العودة إلى مقاعد التّحصيل العلميّ. وفي مجموعة من المدن، من بينها العاصمة الرباط، يشكلّ استمرار إغلاق الأحياء الجامعيّة العمومية مشكلا بالنسبة لمجموعة من الطلبة الذين كانت ملجأهم الوحيد للسّكن، والذين لا قدرة لهم على اكتراء مساكن خارجها. فيما يعيش طلبة آخرون مشاكل تتجدّد بسبب غياب الأحياء الجامعيّة بمدنهم، ما يضطرّهم إلى البحث عن مساكن لاكترائها، رغم ضعف قدراتهم الماديّة. وسبق أن طرح هذا المشكل في وقت الامتحانات الجامعيّة الاستثنائية، بسبب غياب مراكز قرب لإجراء الامتحانات، وغلاء كلفة التّنقّل في الفترة التي كانت الحركة مقيّدة فيها بشكل كبير، فضلا عن إغلاق الأحياء الجامعيّة والدّاخليّات. وعلمت هسبريس أنّ مجموعة من طلبة إحدى المدارس العليا بمدينة آسفي اضطروا إلى التّعاون على اكتراء مساكن وصل عدد مُكتريها من الطّلبة إلى ثمانيّة، في ظلّ الوضع الرّاهن. كما يعيش مجموعة من طلبة مدرسة عليا بمدينة خريبكة وضعا مشابها، بسبب غياب حيّ جامعيّ. وتقول إحدى الطالبات في هذا السياق، لهسبريس، إنّ "الطّلبة جميعهم تركوا أغراضهم داخل مقرّات سكنهم في شهر مارس، بداية انتشار الجائحة بالمغرب، ظانّين أنّ الوضع لن يستمرّ إلّا أسبوعين أو ما إلى ذلك". وتزيد الطّالبة ذاتها: "بقينا مكترين لمدّة بعد شهر مارس، ثم في شهري غشت وشتنبر، في غياب قرار حول استئناف الدراسة، استمررنا في الاكتراء، وبعدما أخذت مدرستنا قرارا، قبل أيّام، وجد بعضنا مشاكل في الكراء، ووجد البعض الآخر مشكل ضرورة دفع بدل كراء الشّهور غير المؤدّاة، علما أنّ من بيننا مَن لا يستطيعون الكراء، بسبب طبيعة عمل أُسَرِهِم". وتضيف المتحدثة التي فضّلَت عدم ذكر اسمها: "في غياب المنحة التي تأخّرت السنة الماضية إلى شهر فبراير، مِنّا مَن لا يستطيعون القدوم أصلا، لأنّهم لا يستطيعون الاكتراء". طالبة أخرى من مدينة الرّباط قالت لهسبريس إنّ عدم وجود أيّ خبر عن موعد فتح الأحياء الجامعيّة العموميّة يؤرّق مجموعة من الطلبة الذين لا تسمح لهم حالتهم المادية بالاكتراء، بعدما استؤنِفَت الدراسة الحضوريّة في مجموعة من المؤسّسات. وتزيد الطّالبة منبّهة إلى إشكالات أخرى يواجهها طلبةٌ بسبب ضعف ذات اليد، من بينها صعوبة متابعة المزاوجة بين الدراسة الحضورية والدراسة عن بعد، لعدم توفّرهم على ولوج قارّ للإنترنت.