بينما يقترب الموعد المفترض أن تُجرى فيه الامتحانات الجامعية برسم الموسم الجامعي 2019-2020، والمرتقب أن تنطلق مطلع شهر شتنبر المقبل، تتزايد مخاوف الطلبة من أن يؤدي إجراء الامتحانات، بشكل حضوري، إلى انتشار فيروس "كورونا" في صفوفهم؛ فيما سيواجه القاطنون منهم خارج المدن التي توجد فيها الجامعات مشاكل متنوعة، تتعلق أساسا بالتنقل والإيواء. وتطرح المشاكل التي يتخوف منها الطلبة، بحدّة أكبر، بالنسبة لطلبة المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود، مثل مدارس التجارة والتسيير ومدارس المهندسين؛ لأن طلبتها ينحدرون من مختلف المدن، ويتحتم عليهم التنقل خلال فترة الامتحانات، مع ما يستتبع ذلك من خطر نقل أو الإصابة بالفيروس. وفيما حُدد يوم فاتح شتنبر المقبل كموعد لانطلاق الامتحانات الجامعية، بادرت عدد من الإطارات الممثلة لطلبة المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود إلى توجيه نداءات إلى الوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم، تدعوها فيها إلى اعتماد طرق أخرى لإجراء الامتحانات وتفادي الامتحانات الحضورية. طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير عبروا عن قلقهم من تداعيات إجراء الامتحانات الحضورية على الطلبة، وأكدوا في بلاغ صدر الجمعة أنهم سيواجهون مشاكل متعددة؛ منها الإيواء بسبب إغلاق الأحياء الجامعية، وارتفاع أثمنة إيجار البيوت، وصعوبة التنقل بين المدن، علاوة على تخوفهم من ظهور بؤرة وبائية بسبب الامتحانات الحضورية داخل مؤسستهم. المخاوف ذاتها عبرت عنها أيضا تنسيقية الطلبة المهندسين بالمدرسة الوطنية العليا للهندسة بأكادير، وتسود المخاوف نفسها لدى طلبة باقي المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود، معتبرين أن "الامتحانات الحضورية ستشكل خطرا حقيقيا على الطلبة والأساتذة والإداريين"، بحسب شرف الدين زهير، ممثل الطلبة عضو مجلس جامعة ابن زهر بأكادير. وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن طلبة المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود يعانون، منذ الآن، من أجل إيجاد مأوى لقضاء أيام الامتحانات، مشيرا إلى أن العثور على مَسكن لا يطرح مشاكل بالنسبة للطلبة فقط في الجانب المادي؛ بل يطرح مشكل احتمال إصابتهم بفيروس "كورونا" أيضا، لأن غلاء أسعار الإيجار يدفع الطلبة إلى تقاسم البيوت المؤجرة بأعداد كبيرة وبالتالي يحصل الاختلاط بينهم. وتابع زهير: "هناك أيضا جانب مهم، وهو أن بعض الطلبة لا يتعاملون مع فيروس "كورونا" بالحزم المطلوب، حيث لا يلتزمون بالإجراءات والتدابير الوقائية، ويجتمعون مع بعضهم داخل غرفة واحدة، في غياب بديل آخر، دون احترام حتى التباعد الجسدي. وهذا يشكل خطرا حقيقيا عليهم، خاصة أنهم يفدون من مدن مختلفة، بما فيها تلك التي ينتشر فيها الفيروس على نطاق واسع". ويطالب طلبة المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود باعتماد تقنية اجتياز الامتحانات عن بُعد، لتفادي المشاكل الصحية والمادية التي تواجه الطلبة، على غرار ما فعلت بعض المؤسسات الأخرى؛ مثل المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة، التي أجرت الامتحانات عن بُعد منذ شهر يوليوز. في هذا الإطار، قال شرف الدين زهير إن تقنية اجتياز الامتحانات عن بُعد هي الحل لتفادي خطر تحول المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح إلى بؤر لفيروس "كورونا"، خاصة أنها تضم آلاف الطلبة المنتمين إلى مختلف مناطق المغرب، إذ يصل عدد طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير لوحدها إلى حوالي 1800 طالب. وتابع المتحدث ذاته: "حاليا، تشهد مدينة أكادير إقبالا كبيرا من طرف السياح، بعد إغلاق المدن السياحية بالشمال؛ ما جعل أسعار الكراء ترتفع بشكل صاروخي، ودفعت الطلبة إلى تشكيل مجموعات للبحث عن مسكن بأقل تكلفة، وهذا يزيد من خطر تفشي الفيروس في صفوفهم"، مضيفا: "الوضع لا يبشر بخير، ويجب تصحيح الوضع تفاديا لحدوث ما لا تحمد عاقبته".