يقودُ أنخيل فيكتور توريس، رئيس حكومة جزر الكناري، تحرّكات "سرّية" لبدء زيارة رسميّة إلى المملكة، ستكون هي الأولى من نوعها في ظلّ استمرار أزمة "الثّقة" بين مدريد والرّباط، خاصة في ما يتعلّق بأسئلة الهجرة والأمن. ووفقاً لمصادر إسبانية، عقدَ رئيس حكومة جزر الكناري، أمسِ الأربعاء، اجتماعاً مع أحمد موسى، القنصل العام للمملكة بلاس بالماس بجزر الكناري، أبلغه فيه رغبته في السّفر إلى المغرب لمعالجة زيادة توافد المهاجرين على الجزر. وفي هذا الصّدد، أكّد المسؤول الإسباني، في تصريحات لوسائل إعلام، أنّ عدد المهاجرين القادمين من المغرب إلى الجزر سجل، في الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا"، مبرزاً أنّ "هؤلاء يركبون القوارب و"الكاياك" وينجحون في عبور الأطلسيّ. وطلب المسؤول الإسبانيّ من القنصل المغربي "استغلال كلّ القنوات الدبلوماسية لمعالجة هذا المشكل في أقرب الأوان" وفق تعبيره. وهكذا، يأمل توريس أن يتمكن من السّفر إلى المغرب "في أقرب وقت ممكن" وسيقوم بهذه الزّيارة برفقة السّفير، على الرغم من أنه إجراء يجب أن تصرح به الوزارة المعنيّة بالشّؤون الخارجية. وقال: "زيارة المغرب في أقرب وقت ممكن أمر مهمّ للغاية"، مورداً أنّه يمكن نقل الإجراءات التي تمّ اعتمادها للتّحكم في الشّريط الساحلي الشّمالي للمملكة لمنع تدفق المهاجرين إلى إسبانيا. ويأمل المسؤول الإسباني أن يلتقي نظرائه المغاربة في "أقرب الآجال، "سنقوم بتعزيز علاقاتنا مع المملكة وهي علاقات جيدة ويمكن أن نطمح إلى تعزيزه أكثر". وتوقّف رئيس حكومة جزر الكناري عند مشكل ترسيم الحدود البحرية، وقال إنّ "هذه المسألة حيوية، ولا يمكن أن يكون هناك أيّ اتفاق يتعلّق بترسيم حدود المياه وتداخلها إلا بتحقيق توافق بين الطّرفين". وما زالت حكومة جزر الكناري، ومعها مختلف الهيئات السياسية الوطنية، تتابع أطوار "الأزمة" بكثير من التوجس والترقب. وطالب حزب "التحالف الكناري" القومي المحافظ ب"فتح قنوات دبلوماسية موازية، تروم إرساء مفاوضات ثنائية بين البلدين لإذابة الخلافات التي تهم المواضيع المشتركة". وسبق للحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا أن طالب بترسيم الحدود البحرية المجاورة لجزر الكناري وثغري سبتة ومليلية في إطار اتفاق ثنائي مشترك. وعلى المسار نفسه، سار ممثل حزب "بوديموس" الإسباني بجزر الكناري، الذي أعرب عن رفضه لما أسماه ب"القرار الانفرادي" الذي أعلنت عنه الحكومة المغربية، داعيا إلى "فتح مفاوضات بين المغرب وإسبانيا بمشاركة كل من البرتغال وموريتانيا".