بعد سبعة أشهر من توقّف أدائها في كل مساجد المملكة، حجّ المصلون لأداء صلاة الجمعة، اليوم، بعد إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الرفع من عدد المساجد المفتوحة إلى عشرة آلاف مسجد مع إقامة صلاة الجمعة. في مسجد حي الرياض بالعاصمة الرباط، مر أداء صلاة الجمعة في أجواء لم تختلف كثيرا عن أجواء ما قبل توقف أدائها إثر إغلاق المساجد جراء جائحة فيروس كورونا، سوى التباعد الجسدي بين المصلّين، وقياس حرارتهم قبل الدخول إلى المسجد. داخل باحة المسجد، فُرشت حصائر وُضعت عليها علامات مُحدّدة لمكان كل مصلٍّ، ومباشرة بعد انتهاء الصلاة التي استغرقت وقتا أقلّ مقارنة مع الوقت الذي كانت تستغرقه قبل ظهور جائحة فيروس كورونا، غادر المصلون المسجد. ولم تدُم خطبة أوّل جمعة بعد الحجر الصحي سوى أقل من ثمانية دقائق، وهي خطبة موحّدة ألقيت في جميع المساجد التي أديت فيها صلاة الجمعة اليوم، وكان موضوعها أهمية المسجد في حياة المؤمنين، ودواعي إغلاق المساجد خلال الشهور الأخيرة. وقال ميلود الوكيلي، إمام مسجد حي الرياض خطيب الجمعة، في تصريح لهسبريس، إن المصلين احترموا الإجراءات والتدابير المتخذة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، ولم يسجّل ما يخل بهذه التدابير. وأضاف المتحدث أنه منذ إعادة فتح المساجد، لم تكن هناك آثار صحية سلبية رغم استمرار جائحة فيروس كورونا، مبرزا أن "هذا يدل على وعي المواطنين، ونتمنى أن تستمر الأمور على هذا النهج". وأشار خطيب مسجد حي الرياض إلى أن إغلاق المساجد كان اضطراريا لضرورة ملحة أملتها الظروف الصحية الناجمة عن انتشار جائحة فيروس كورنا، وأن السلطات هي التي تقدر في مثل هذه الظروف وتقرر الإجراءات التي فيها مصلحة الناس. وتابع أن صلاة الجمعة "مناسبة أسبوعية مهمة تنقل الناس إلى أجواء روحانية ويحتاجها المسلمون لأنهم يتزودون منها بما يعينهم على الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة"، مضيفا: "نعيش اليوم عيدين، عيد الجمعة وعيد عودة أداء صلاة الجمعة في المساجد".