تصريحات صادمة تلك التي صدرت عن عائلة زعيم الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها في مدينة طنجة، إذ رسم كل من أمّه وشقيقه البكر ملامح شخصية "أبو حمزة الشمالي" الذي بايع تنظيم "داعش" بعدما تشبع بالفكر الجهادي المتطرف. وأكدت تصريحات أمّ وشقيق "أمير" خلية طنجة الحمولة الإرهابية للشخص الموقوف، والتي وصلت إلى حد تكفير أمه وإخوته ووصف والده ب"الديوث" ثم تحريمه للفن والموسيقى وانعزاله عن الأسرة والمجتمع وصولاً إلى تغيير سلوكه وملامح وجهه بشكل مثير خلال الأيام القليلة الماضية؛ ما جعل أمه تحس بالخوف بعدما صرخ في وجهها بنبرة غاضبة: "أنت لست مسلمة ولن أمشي في جنازتك". وكانت فرق التدخل الخاصة بقضايا الإرهاب تدخلت، صباح الاثنين، لتوقيف زعيم الخلية الإرهابية المشتبه به الرئيسي داخل منزل عائلته الواقع بحي "العوامة" بمدينة طنجة، كما جرى توقيف ثلاثة أعضاء آخرين في مناطق مختلفة بالمدينة ذاتها. والدته: كنخافو يقتلنا تحكي والدة زعيم الخلية، في لقائها مع هسبريس، أن ملامح وجه ابنها تغيّرت في الفترة الأخيرة، وقالت: "معاملته معي تغيرت، وكيقول أنا ماشي يماه وأنا ماشي مسلمة، وقال لي مغديش يمشي في الجنازة ديالي". ومنذ حوالي أسبوع من وقت توقيفه، تسلل الخوف إلى البيت الواقع في حي شعبي بطنجة وبدأت أفلام الرعب "الداعشية" تدب في نفوس الأسرة، خصوصا أن الشاب سبق أن تم التحقيق معه في قضايا التطرف والإرهاب. وتقول أمه في هذا الصدد: "عندما نتحدث إليه ونقدم له النصيحة يصرخ في وجهنا: أنا غادي نقتل شي واحد"، وتضيف والدته: "عيا معاه باه وكيقولو رد بالك من مرتك وولدك.. وراه الناس كتصلي وتابعة طريق الله لكن هذشي لي كدير راه ماشي معقول". "أحسست بالخوف منه هذا الأسبوع بعدما نظرت إلى وجهه من النافذة حينما كان واقفاً أمام باب البيت، وأخبرت إخوته بأن أخاكم بات يشعرني بالرعب؛ وهو نفس الإحساس الذي عبر عنه أخوه الصغير"، تورد والدته. وتابعت والدته: "كنخافو يقتلنا بعدما عبر لولده عن رغبته في القتل، وفي ظل تهديده المتواصل لنا اضطر أبوه إلى كتابة شكاية لتقديمها إلى الوكيل العام للملك؛ لكنه تردد في وضعها بعد توسله لنا، وكنا نرجو الله أن يهديه". أخوه اليوتيوبرز: يعتبرني زنديقا ويؤكد أخوه البكر، وهو "يوتيوبرز"، في حديث مع هسبريس، النزعة المتطرفة ل"أبو حمزة الشمالي"، ويصرح بأن أخاه يحرم الفن والموسيقى ويعتبره "زنديقاً "، كما يصف والده حسب تصريحات أخيه ب"الديوث"؛ لأنه يرفض قص الشارب وإعفاء اللحية وارتداء اللباس "الأفغاني". وفي مقابل تشدده في الغلو والتطرف، فإن "أمير" خلية طنجة يرفض رفضا قاطعا إعانة والديه في المعيشة اليومية، ويقول أخوه: "صرخ في وجهي بقوة، وقال: والله تندخل عليكم للحبس عندما كنت أتحدث مع والدي حول ضرورة مساهمته مادياً ولو بتأدية واجبات الماء والكهرباء". ويعود تشبع "أمير" الخلية بالفكر الجهادي، وفق تصريحات أخيه، إلى زوجته الثانية التي التحق إخوتها سابقا بسوريا والعراق، مضيفا أن أخاه كان قد ابتعد عن الفكر المتطرف وحلق لحيته وامتهن العمل مع فرقة غنائية (الدقة المراكشية)، وبعد ذلك تشدد في أفكاره بعد زواجه من زوجته الحالية. ويشير المتحدث إلى أن أخاه سبق أن دخل السجن في إطار شجار بالسيف مع أحد أفراد الحي كان يضايق زوجته، وقال له القاضي خلال المحاكمة وقتها: "واش حاسب راسك فسوريا". واستطرد المصدر ذاته، في تصريحه، أن زوجته الأولى اضطرت إلى "الفرار" بجلدها من حياة التطرف التي كانت تعيشها، إذ كان يفرض عليها النقاب ويتحكم حتى في أخواتها البنات.