علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، تلقى دعوة من نظيره الألماني والأممالمتحدة للمشاركة في اجتماع دولي حول ليبيا يتعلق بمتابعة مخرجات مؤتمر برلين الذي عقد في يناير الماضي. ويعقد هذا الاجتماع (برلين 2) اليوم الإثنين 05 أكتوبر عبر تقنية التناظر عن بعد، وذلك على هامش أشغال الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، برعاية ألمانيا التي نظمت واستضافت مؤتمر برلين حول ليبيا، وهو المؤتمر الذي تم فيه إقصاء المغرب من المشاركة. وفي وقت رفضت وزارة الخارجية المغربية التعليق على الدعوة، أكدت مصادر هسبريس أن الوزير ناصر بوريطة "معبأ اليوم إلى جانب الأطراف الليبية التي قدمت إلى بوزنيقة لإجراء محادثات جادة، ملموسة وعملية، بدل المشاركة في نقاشات جوفاء". وأضافت المصادر ذاتها أنه "إذا كانت هناك مشاركة مغربية فمن غير المحتمل أن تكون على المستوى الوزاري"، لكنها أشارت إلى أن المشاركة المغربية ستكون "على المستوى المناسب"، أي إنها ستقتصر على الأرجح على المراقبة ومتابعة النقاش، دون المساهمة فيه عملياً؛ وذلك في إطار قطع المملكة مع سياسة الكرسي الفارغ. ويتشبث المغرب بشدة، وفق مراقبين، باستقلاليته في رسم تحركاته الدبلوماسية، "وهي الاستقلالية التي دفعت بالفرقاء الليبيين إلى القدوم إلى بوزنيقة، بعد أن رفضوا العديد من الدعوات من قبل"، تورد مصادرنا، التي أكدت أن "المغرب وفر شروطا تضمن لهم الاحترام وعدم التدخل والدعم الضروري للمضي قدما نحو حوار هادئ وواعد أكثر من أي وقت مضى". ويشكل "حوار بوزنيقة"، حسب مراقبين، "مكسبا هاما وثمينا بالنسبة لليبيا والمغرب، لا تستوي التضحية به في سبيل نقاش نظري صاخب، يجري على بعد آلاف الكيلومترات من المنطقة"، في إشارة إلى عدم قدرة مؤتمر "برلين 2" على فهم تعقيدات الملف الليبي نظرا لبعده عن المنطقة. في مقابل ذلك، يرى محللون أن الدعوة التي تلقاها الوزير بوريطة "تشكل اعترافا صريحا بالدور الحاسم الذي لعبه المغرب ومازال يلعبه في الملف الليبي المعقد؛ وهو اعتراف جاء من الدول التي اختارت، لأسباب مازالت غير مفهومة حتى يومنا هذا، إقصاء المغرب دون مبرر من المؤتمر الأول حول ليبيا الذي انعقد ببرلين في يناير الماضي". وتأتي دعوة اليوم، حسب العديد من المتتبعين، كتدارك لخطأ إقصاء المغرب من "مؤتمر برلين"، وفي وقت تتواصل مفاوضات بوزنيقة بعد التقدم الذي أحرزه الفرقاء الليبيون قبل بضعة أسابيع، ثم عادوا هذا الأسبوع، مرة أخرى، لمواصلة حسم الخلاف حول المناصب السيادية في أجواء طبعتها روح التفاهم والتوافق، بتعبير الوفدين المفاوضين. جدير بالذكر أن المملكة المغربية أعربت في يناير الماضي عن استغرابها العميق لإقصائها من المؤتمر الذي انعقد في العاصمة الألمانية برلين، حول ليبيا.