علم "برلمان.كوم" من مصادر موثوقة، أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تلقى دعوة من نظيره الألماني والأممالمتحدة، للمشاركة في اجتماع حول ليبيا لمتابعة مخرجات مؤتر برلين الذي انعقد في شهر يناير من السنة الحالية. وحسب ذات المصادر، فإن هذا الاجتماع سيعقد اليوم الإثنين، عبر تقنية التناظر عن بعد، وذلك على هامش أشغال الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، برعاية ألمانيا التي نظمت واستضافت مؤتمر برلين حول ليبيا. وبالنسبة للعديد من المراقبين، تشكل هذه الدعوة اعترافا صريحا بالدور الحاسم الذي لعبه المغرب-ولا يزال- في الملف الليبيي الشائك. اعتراف من الدول نفسها التي اختارت، لأسباب لا زالت غير مفهومة حتى يومنا هذا، إقصاء المغرب دون مبرر من المؤتمر الأول حول ليبيا الذي انعقد ببرلين في يناير الماضي. وفي هذا الصدد، علق محللون أن هذه الدول تُقيّم، اليوم، حجم أخطائها في تقدير الموقف وتسعى إلى تداركه في وقت متأخر. متسائلين بالقول، "هل يعتقدون أن صفحة كتلك تطوى بهذه السرعة؟. هل يعتقدون أن المغرب سيقفز على "الفرصة" التي يعتقدون أنهم يقدمونها إليه كهدية اليوم؟. إذا كان هذا ظنهم، فهاهم يرتكبون خطأ آخر في التقدير"، يضيف أحد المراقبين المطلعين. في الواقع، تأتي الدعوة كمحاولة اختراق في مشهد الأزمة الليبية، في اللحظة التي تنعقد في بوزنيقة جلسة جديدة للحوار الليبي. بعد التقدم الملحوظ الذي أحرزه الفرقاء الليبيون في بوزنيقة قبل بضعة أسابيع، حيث عادوا هذا الأسبوع، مرة أخرى لبوزنيقة، بروح قوية مفعمة بالمسؤولية لمواصلة الزخم الذي أطلقه هذا الحوار. وفي سياق متصل، رفضت الوزارة التعليق على الدعوة المذكورة. لكن موقع "برلمان.كوم" علم من مصادر موثوقة، أن الوزير، ناصر بوريطة، معبأ إلى جانب الأطراف الليبية التي قدمت إلى بوزنيقة لإجراء محادثات جادة، ملموسة وعلمية. وكشفت مصادر الموقع، أن جل المراقبين الذين يعرفون ناصر بوريطة وميوله إلى العمل الميداني الملموس ونفوره من النقاشات الجوفاء، يتوقعون أن يكون -بوريطة- في مكان الحدث: أي في بوزنيقة. ويتوقع مصدر مقرب أنه "إذا كانت هناك مشاركة مغربية، فمن غير المحتمل أن تكون هذه المشاركة على المستوى الوزاري". وفي إطار دعم هذه الفرضية، يذهب محللون إلى أنه من غير المتوقع أن يغيب المغرب عن الموعد، حيث أن "المغرب قطع، بشكل نهائي، مع سياسة الكرسي الفارغ". لكن من غير المحتمل أن يشارك فيه ناصر بوريطة شخصيا نظرا لانشغالاته، وستكون المشاركة "على المستوى المناسب". هذا خاصة وأن المشاركة المغربية ستقتصر، على الأرجح، على المراقبة ومتابعة النقاش، دون المساهمة فيه عمليا". وأشارت مصادرنا إلى أنه لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، حيث يتشبث المغرب بشدة باستقلاليته في رسم تحركاته. فهذه الاستقلالية بالتحديد هي التي دفعت بالفرقاء الليبيين إلى القدوم إلى بوزنيقة، بعد أن رفضوا العديد من الدعوات من قبل. إذ لم يجدوا في أي مكان آخر، شروطا تضمن لهم الاحترام وعدم التدخل أو الدعم الضروري للمضي قدما نحو حوار هادئ وواعد أكثر من أي وقت مضى. وجدير بالذكر أن هذا يشكل بالنسبة لليبيا وللمغرب، مكسبا ثمينا للغاية، لا تستوي التضحية به في سبيل نقاش نظري صاخب يجري على بعد آلاف الكيلومترات من المنطقة.