يقترب المخرج المغربي ربيع الجوهري من إنهاء تصوير فيلم" سيغا" كأول فيلم سينمائي يصور مباشرة بعد انتهاء الحجر الصحي بمدينة ورزازات، مساهمة منه في التخفيف من الأزمة التي تداعيات جائحة "كورونا" على اعتبار أن أنشطة "هوليود المغرب" تعتمد على عائدات ومداخيل السينما. وجاء هذا الفيلم بعد شهور من الركود التام كمؤشر خير وفأل، خاصة أن معظم العاملين به هم من سكان المدينة السينمائية. كما أن الفيلم يوظف يوميا عددا لا بأس به من الكومبارس في انضباط تام لتوصيات وزارة الصحة والسلطات العمومية. ويواصل الجوهري الوفاء للمنهجية نفسها التي بدأها في فيلم "رقصة الرتيلاء" و"الزنزانة"، عبر مزج الحاضر مع الماضي وتطويع الأحداث الموضوعية مع ما هو ذاتي؛ فالحاضر والماضي يشكلان خطا يتموج بطريقة متصاعدة ومفتوحة مع الماضي والذاتي. وبخصوص ظروف تصوير الفيلم، أوضح الجوهري، في تصريح لجريدة هسبريس: "في البداية، كان هناك شك وتخوف ما إذا كانت الظروف الحالية التي أفرزتها جائحة كوفيد 19 ستناسب التصوير"، مشيرا إلى أن "الاجتماعات جرت بطريقة مكثفة أثناء التحضير والتصوير بالاعتماد على تقنية التواصل عن بعد والتراسل الفوري، مؤكدا أنها لم تقلل من جودة الاجتماعات بين المخرج والممثلين من جهة وبين المخرج وبقية التقنيين من جهة أخرى. ولحل مشاكل التجمعات في ظل الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس "كورونا"، أجاب المخرج المغربي الجوهري: "لقد اعتمدنا على تقنية السي جي آي (الخدع الميكانيكية والرقمية)، إذ لم يكن بمقدورنا تجاوز عدد معين من الجموع أو الكومبارس". ويهدف الفيلم، الذي آمن به المنتج مصطفى بوحلبة وكتب السيناريو ربيع الجوهري، إلى تصحيح المغالطات المغرضة بخصوص القضية الأولى للمغرب والمغاربة والتي تهم الصحراء المغربية، مستحضرا خطب الملك محمد السادس، إذ يقول في إحداها ما مفاده "الصحراء قضية وجود وليست مسألة حدود". وأكد الجوهري أن موضوع الفيلم استلهمه من خلال حضوره في مجموعة من الملتقيات الحقوقية الدولية، وخصوصا في المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان بجنيف، حيث صدم بحجم الكذب الذي تمطر به بعض الأفلام الإسبانية والفرنسية الرأي العام العالمي عندما يذيعون أن لا علاقة بين سكان الصحراء وسكان الشمال بل لا زواج ولا تعاملات بينهم؛ بل أكثر من هذا يتم إفهامهم أن سكان الشمال هم أمازيغ احتلوا سكان الصحراء ذوي الأصول العربية من اليمن. ويشارك في أحداث وأطوار هذا العمل ثلة من الممثلين أمثال توفيق شرف الدين والحسين بوحسين وفضيلة الهامل ومحمد شكاف وفاطمة بوشان، بالإضافة إلى سارة الدرويش ومصطفى التوبالي ومصطفى الزغاري وحمادة املوكو ومحمد بهياج والتهامي الهاني وغيرهم من الممثلين الذين أدوا أدوارهم بطريقة احترافية ستنال إعجاب الجمهور المغربي العريض.