يستعد المخرج ربيع الجوهري لعرض فيلمه السينمائي الجديد "رقصة الرتيلاء"، المقتبس عن المسرحية الشهيرة "الموت والعذراء" لأرييل دورفمان، بعد الانتهاء من تصوير مشاهده. ويحكي الفيلم قصة نبيل، وهو محام ناجح، يعود من اجتماع مهم لكنه يصادف في طريقه امرأة ممددة على ظهر دابة٬ فيطلب منه زوجها إيصالهما إلى أقرب مستوصف لعلاجها من لسعة عنكبوت سامة. وبعد مساعدة الرجل في نقل الزوجة إلى السيارة والتوجه نحو المستوصف، يكتشف نبيل مشكلا في سيارته، فيطلب من الدكتور هاني٬ أحد المارة، أن يرافقه إلى منزله، لكن الأمطار تتسبب في قطع الطريق ويضطر للمبيت عنده. واشتغل الجوهري على منهجية سينمائية ذات بعد مغربي، من خلال الاشتغال على السرد والأسلوب الأدبي الصرف وتجاوز المدرسة الحداثية، ما توضحه ورقة تقديمية عن الفيلم. وأوردت الورقة أنّ "النظرة الأولى هي نظرة موضوعية، بينما الثانية هي نظرة ذاتية، وتم العمل على المقاربتين الموضوعية والذاتية في حركة حلزونية تجمع بين الموضوعي والتاريخي والمشترك وبين الذاتي والعرضي والفردي للوصول إلى معادلة فلسفية بعد التأمل في الخريطة الجينية والفسفيساء المغربية"، ومضيفة أنّ الهدف هو دعوة الجمهور إلى التفاعل مع الصورة، لا فقط استقبالها بطريقة تجعل المتفرج مستهلكا فقط. وإلى جانب المقاربة السينمائية، اشتغل الجوهري على مقاربة جديدة في إدارة الممثل، إذ اعتمد على منهجية تتجاوز الأداء المتكلف، بحثا عن طريقة أداء طبيعية وعفوية، واستخدام بعض من مبادئ طريقة "ستانيسلافسكي"، المخرج الروسي الذي عاش أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بروسيا. وأبرز المخرج أنّ الغرض من ذلك "الخروج بأداء مقنع وشيق، اعتمد فيه على جلسات مطولة مع الممثلين تخللتها تمارين وتقنيات، مع إشراكهم في هذا البحث الميداني الذي أسفر عن هذه المقاربة".