جدد وزير الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم، الاثنين، تأكيد التطابق بين موقف بلاده وموقف تونس حول الدفع نحو حلّ سياسي في ليبيا بعيدا من التدخلات الخارجية. جاء موقف بوقادوم خلال زيارته الثالثة التي قام بها إلى تونس الاثنين، والتقى خلالها نظيره عثمان الجرندي، والرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيس الحكومة هشام المشيشي. وقالت الرئاسة التونسية، في بيان، إن بوقادوم أكد أنه "تم الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة للدفع بمسار الحل السياسي بعيدا عن التدخلات الأجنبية من خلال حوار شامل وبناء بين الليبيين أنفسهم حفاظا على أمن ليبيا ووحدتها وسيادتها". والجزائر، التي تخشى مخاطر عدم الاستقرار على حدودها، تحاول إعادة تفعيل دورها على الساحة الدبلوماسية الإقليمية، وتسعى إلى أداء دور الوسيط في الأزمات التي تتخبّط فيها ليبيا. ومن المرتقب أن يقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بزيارة إلى تونس "في الفترة القريبة القادمة"، بحسب البيان. وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عسكرياً. وتفاقمت الأزمة العام الماضي بعدما شنّ المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق التي تمكنت القوات الموالية لها من التصدي له. وفي 22 غشت، أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأممالمتحدة يومها ب"التوافق الهام" بين الطرفين.