مازال العالم بأسره يعيش على وقع جائحة فيروس كورونا، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع عدد الإصابات في العالم إلى أزيد من ثلاثة وثلاثين مليون إصابة، وبلوغ عدد الوفيات ما يقارب مليون وفاة؛ كما أن عددا من الدول التي سبق لها التحكم في انتشار الفيروس تشهد مؤخرا ارتفاعا مضطردا لعدد حالات الإصابة والحالات الحرجة، وأيضا لعدد الوفيات. والمغرب بدوره لم يسلم من هذا المشهد المخيف، إذ ارتفعت حدة الإصابات والوفيات بسبب كوفيد 19 بشكل مهول تجاوز كل توقعات الإدارة المغربية، بل وأرغم وزارة الصحة على تغيير بروتوكولها العلاجي، ووزارة الداخلية على نهج سياسة المدن والأحياء المحاصرة من أجل الحد من انتشار الجائحة وتجنب حدوث كوارث لا تحمد عقباها. وفي خضم هذه التطورات، يشهد العالم تنافسا دوليا قويا للوصول إلى تلقيح ناجع، إذ أعلنت روسيا على لسان رئيسها فلادمير بوتين في شهر غشت الماضي اكتشاف لقاح جديد ضد فيروس كوفيد 19 سمي "سبوتنيك في"، غير أنه إلى حدود الساعة لا تظهر النتائج الرسمية فاعلية كبيرة له. في المقابل، يواجه "سبوتنيك في" اللقاحات الصينية التي صممتها شركة "سينوفارم"، التي تهدف أيضا إلى تزويد البلدان النامية. وقد وعدت وزارة الصحة الصينية بأنها سترفع الطاقة الإنتاجية السنوية للبلاد من لقاحات فيروس كورونا لتتجاوز مليار جرعة العام المقبل، بعد برنامج دعم حكومي قوي لبناء مصانع جديدة. وسارع المغرب بمجرد إعلان التجارب والاكتشافات المتعلقة بالمصل المضاد لفيروس كوفيد 19 إلى إبرام اتفاقيات مع عدد من المصنعين؛ ويتعلق الأمر بالشركة الصينية من أجل المشاركة في التجارب السريرية، وكذلك شركة أخرى بريطانية-سويدية؛ كما وقع قبل أيام مذكرة تفاهم لاقتناء لقاح ضد فيروس كورونا تنتجه شركة "إر-فارم" الروسية بترخيص من مجموعة "أسترازينيكا"؛ وذلك حتى يستفيد المغاربة من التلقيح بمجرد الانتهاء من جميع مراحل البحث والدراسة والتجارب المتعلقة به. ويبقى المشهد الأمريكي محيرا، بسبب التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يريد أن يجعل من لقاح كورونا ورقة رابحة يستفيد منها كمرشح للحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية قبل نهاية 2020. لمناقشة مستجدات التطور المفاجئ لجائحة كوفيد 19 عبر العالم، والمعطيات المتعلقة بفعالية اللقاحات المكتشفة ضد الفيروس، والتأثيرات الجيوسياسية للجائحة على المستوى الدولي، تنظم جريدة هسبريس يومه الأحد على الساعة التاسعة ليلا ندوة تفاعلية عن بعد، بمشاركة كل من البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الأوبئة بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، والدكتور محي الدين زاروف، طبيب الإنعاش والتخدير ومنسق وحدة كوفيد بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، وحمزة الأنفاسي، صحافي وباحث في العلوم السياسية من واشنطن. جدير بالذكر أن متابعة هذه الندوة ستكون متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، إذ تُنقل أطوارها باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ابتداء من التاسعة ليلا.