يُحكى أنّ واحد السّيد عندو حدِيبَّة في ظهرو، دخل شي نهار بكري للحمّام، وكان خاوي تايصفّر، وبينما هوّ مسترخي جوار البرمة، وقف عليه فريقٌ من براهيش الجّنون، فنَتفُوا الْحدِيبَّة من ظهره، وراحُوا يتقاذفونها بحال شي كُرة، فيما هوّ يُتابعهم بذهول، إلى أن اختفوا وغبرُوا وسط ضباب السّخون! خرجَ الرّجل من الحمّام مُتطايرا من شدّة الفرَح، بعد أن خَلّصَه صغار الجّنون من عاهةٍ رافقته لسنين طويلة، لم ينفع معها علاج ولا ترويض ولا فقهاء، ثمّ قَصد بيت صديق له يشكو نفس العاهة، كي يُبشّره بالخبر السّار. الأوّل: "اعيِينَا ما نحماقو مع هاذ الويل دْيال الحدِيبَّة، حتّى جاب الله شي جنون براهشْ، فكُّونا منّها". الثاني: "على سلامتك آعشيري، على ربّي غير إيديرُو معايا حتّى أنا زوين غدّا، والله حتى انْقَصّر معاهوم آربِيط في الحمّام". وكذلك كان، فقد صَبّحَ الْعشير على الحمّام مع النّبُّورِي، ودخل مسرعا إلى جوار البرمة، ثم استلقى على الأرض، ينتظر قدوم صغار شمهروش، وما هيّ إلاّ لحظات، حتّى انْبَعثَ من ضباب السّخون بزاقيلُ الجّنون حاملين مَعَهم الكُرة، بعد أن مَلُّوا من اللعب بها، وقرّروا إرجاعها لصاحبها الآدَمي! ولأنّه لم يكن في الحمّام سوَى الرّجل، قَلّبَهُ صغار الجّنون، وهُم يشكرونه على الكُرة، ثم وضعوا الْحدِيبَّة في صدره، ليَصيرَ مِثلَ كِيكَةِ المادلينة! خُلاصة القَول، إنّ العديد من الزّملاء وَقعَ معَهُم ما وقعَ مع بوحدِيبّة الثّاني، عندما صُوِّرَ لهم نضال تاكسّالْتْ على أنّه فرصةٌ للتّخَلّص من العاهات والإعاقات، إلّا أنّهم فوجئوا بعد انبطاحهم بحمل عاهاتِ وإعاقاتِ غَيرِهم، لمجرّد أنّهم صَدَّقوا واقعة بوحديبَّة الأوّل، دون الانتباه إلى القاعدة الذّهبيّة التي تقُول "مُّول الْمْلِيح بَاع ورَاح"!.