وسط مطالب بضرورة فتح نقاش داخلي لتقييم التجربة الحكومية وما اعتبره البعض "هفوات" حصلت إبان مشاركة الحزب في الائتلاف الحكومي الحالي، يدخل حزب العدالة والتنمية مرحلةً جديدة من التّجاذب الدّاخلي، مع وصول هذا النّقاش إلى درجة "التّلويح بعقد مؤتمر استثنائي لمناقشة أزمة الحزب". وعلى الرّغم من أن المبادرة التي يقودها بعض أعضاء شبيبة حزب العدالة والتّنمية ما زالت في مراحلها "الجنينية"، فإنّها استطاعت خلقَ نقاش داخليّ وسط أعضاء الحزب الحاكم، الذي تفاعلَ إيجابياً مع "دعوات" الحوار؛ وذلك بفتح نقاش سياسي حول المذكّرة التي تطالبُ بعقد مؤتمر استثنائي للحزب. وكان بعض أعضاء شبيبة "البيجيدي" قد وقّعوا مذكرة تطالب بعقد مؤتمر استثنائي للحزب لتصحيح أوضاعه، حملت عنوان "مبادرة النقد والتقييم''، ووجّهت نقداً لاذعاً إلى مسار الحزب في عهد سعد الدين العثماني، ودعوة لتصحيح وضعه من خلال مؤتمر استثنائي. وسبق لعبد العالي حامي الدين، القيادي في "البيجيدي"، أن دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي لحزب "المصباح"، حيث عبّر صراحة عن أن الولاية السابقة التي قادها عبد الإله بنكيران هي التي يتحمل فيها الحزب المسؤولية، وقال إن "حصيلة بنكيران واضحة وأكدها الشعب المغربي، وعبّر فيها المغاربة من خلال الاستحقاقات الانتخابية عن دعمهم لهذه التجربة". ويرى مراقبون أنّ التّحركات الأخيرة التي يقف من خلفها معارضو التّجربة الحكومية الحالية داخل الحزب "الحاكم" ستفتحُ الباب أمام عودة عبد الإله بنكيران إلى معترك السّياسة، بعدما فضّل الانزواء بعيداً عن العمل الحزبيّ، بسبب ما اعتبرهُ "انحرافاً عن مسار الحزب ومبادئه". ويؤكّد المحلل السياسي هشام معتضد أنّ "الدعوات المتكررة لعقد مؤتمر استثنائي داخل "البيجيدي" تدخل في إطار الاستعدادات المبكرة للاستحقاقات المقبلة؛ فبالرجوع إلى من يقف وراء هذه الدعوات والمحسوبين عامة على تيار عبد الإله بنكيران، يمكن تشخيص الوضع التنظيمي الذي يمر منه الحزب ذات المرجعية الإسلامية والذي يتميز بالانقسام في صفوف منخرطيه'". ويبرز المحلل ذاته أنّ التدبير السياسي للحزب وغياب التوافقات على العديد من التوجهات السياسية، خاصة تلك المرتبطة بطريقة تدبير العمل الحكومي والشأن الحزبي، دفعت العديد من النشطاء والمنخرطين إلى الانخراط الكبير والجدي في الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي داخل "البيجيدي". ويسترسلُ الباحث ذاته قائلاً "فبالإضافة إلى تراجع قوة الحضور السياسي للحزب وضعف دور أمانته العامة في تدبير التواصل السياسي للحزب، كلها عوامل ساهمت في إعطاء دفعة قوية للمحسوبين على تيار عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق".