خرجت شبيبة العدالة والتنمية، لتعلن التمرد على سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب الذي تم انتخابه إبان المؤتمر الثامن للحزب خلفاً لعبد الإله بنكيران، حيث صاغت (الشبيبة) مذكرة وضعت الاصبع على "الأسباب وراء إزالة مجموعة من المواد المسجلة للأمين العام السابق عبد الإله بنكيران من موقع الحزب"، كما انتقدت ما تعرضت له البرلمانية أمينة ماء العينين، من طرف قيادات الحزب وأعضائه، بعد تسريب صور باريس. وأشارت المذكرة إلى إعفاء عبد الإله بنكيران من قيادة الحكومة في التجربة الثانية لحزب العدالة والتنمية على رأسها، وتعيين سعد الدين العثماني مكانه، حيث وصفت هذه المرحلة ب"الهزيمة التي لحقت بالحزب". وكالت المذكرة الانتقادات للمجلس الوطني ل"البيجيدي"، بسبب عدم عقده لدورات استثنائية، في الوقت الذي مر فيه الحزب على حد وصف الداعين لمؤتمر وطني استثنائي ل"هزات عنيفة وارتباكا واختلافا في الرؤى ووجهات النظر". وبلغة شديدة اللهجة، عبّرت المذكرة عن مؤاخذاتها لمؤسسة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، واعتبرت أن هذه المبادرة الوسيلة (المؤتمر الاستثنائي) هي "الأنجع لإيصال صوت فئة مهمة من قواعد وقيادات حزب شبيبة العدالة والتنمية، إلى مؤسسة المجلس الوطني". وتحدثت المذكرة عن "ازدياد الهوة بين القواعد والقيادات"، مشيرة إلى أن "العديد من الأصوات الرافضة والمنتقدة للوضع الحالي لا يصل صداها لقيادة الحزب، وتظل محصورة في أحاديث المقاهي واللقاءات الأخوية، والنقاشات في مواقع التواصل الإجتماعي، هذا بعد أن ملّت هذه الأصوات من اعتماد الآليات التنظيمية واللقاءات الداخلية التي لم تلق للأسف التفاعل الإيجابي المرجو". ويرى العديد من المتتبعين والمهتمين بالشأن السياسي المغربي، أن هذه المذكرة من شأنها أن تفتح نقاشا سياسيا داخل "البيجيدي" الذي اعتاد قياديوه سماع الصوت الواحد، مشيرين إلى أن ذلك قد يتسبب في خلق شرخ بين قيادات الحزب وتشكيل تيارات قد تشتت الحزب وتضعفه بشكل كبير خلال الاستحقاقات القادمة.