تعثر جديد في علاقة وزارة الصحة بالفعاليات المهنية عقب تأجيل جلسات الحوار الاجتماعي بين الطرفين، في سياق يقتضي مزيدا من التحرك لتعبئة الأطر الطبية ماديا ومعنويا على مواجهة التفشي المستمر لجائحة "كوفيد-19". فبعد موعد أول سطره الوزير خالد آيت الطالب بداية الأسبوع الماضي، تفاجأت المركزيات النقابية بتأجيل الجولة الثانية من المفاوضات إلى أجل غير مسمى، ما ينذر بخوض احتجاجات ضد هذا التنقيص من عمل الشغيلة في فترة حساسة. ومنذ عهد الوزير السابق أنس الدكالي، خاضت الأطر الصحية جولة واحدة من الحوار مع الوزير آيت الطالب، وهو ما جعل تسوية ملفات العديد من الفئات المهنية في غاية الصعوبة، بالنظر إلى عدم تحقق التراكم التفاوضي بين مختلف الأطراف. ومباشرة بعد إعلان التأجيل، تقاطرت بيانات النقابات القطاعية تدفع الشغيلة نحو مزيد من التصعيد إلى غاية تحقيق المطالب؛ فقد برمجت العديد منها وقفات احتجاجية واعتصامات أمام مصالح وزارة الصحة في كافة الأقاليم. يونس جوهري، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بسلا، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أورد أن التأجيلات المفاجئة للحوار غير مقبولة، موردا أن "الجلسات تعقد أساسا بدعوة من الوزارة، لكن يبدو أن منسوب الجدية ضئيل جدا بخصوصها". وأضاف جوهري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التأجيلات تعكس مدى التخبط والارتجالية في عمل وزارة الصحة، ومن خلال ذلك يمكن فهم العديد من القرارات الانفرادية الغربية التي صدرت في الآونة الأخيرة". وأشار المتحدث إلى أن النقابة دائما ما تشدد على ضرورة الاستمرارية في الحوارات وتفادي العودة إلى نقطة الصفر بتغير الوزراء، معربا عن أسفه لغياب ثقافة الاستماع لدى المسؤولين وإرغام الشغيلة على خوض احتجاجات كثيرة في زمن كورونا. وأكمل جوهري تصريحه قائلا إن "الاحتقان كبير في صفوف الشغيلة، بسبب الحوار المغشوش وسلك طرق ملتوية تلبي مطالب فئات ضد فئات أخرى"، مشددا على "ضرورة تحقيق جميع الملفات المطلبية، وتحمل الوزارة لمسؤوليتها في الظرفية الحالية".