حوالي الساعة الخامسة مساء، انطلقت قوات خاصة من مقر الأمن الرئيسي في مدينة تمارة لكشف خيوط الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها الأسبوع الماضي في أربع مدن مغربية، بعد معلومات دقيقة وفرتها زوجة المشتبه فيه الرئيسي. وقامت زوجة أمير "الخلية الإرهابية" بإرشاد ضباط الشرطة القضائية إلى مرأب عمارة سكنية موجودة بحي العبادي بمدينة تمارة، توجد بها شقة مملوكة لشقيقة المشتبه فيه الرئيسي الملقب ب"الهيش مول التريبورتور" وهو بائع سمك، حيث جرى العثور داخل عربة لتبريد السمك مملوكة للشخص المعني على مواد يحتمل أن تحتوي على مواد متفجرة وقابلة للاشتعال. وطوّق عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية و"الديستي"، بتنسيق مع تقنيي الكشف عن المتفجرات وخبراء مسرح الجريمة وعناصر الشرطة العلمية والتقنية، مساء اليوم الأربعاء 16 شتنبر الجاري، مرأب العمارة السكنية غير المستغل والمهجور نظرا لكون الإقامة لا تتوفر على "سانديك"، قبل أن تدلهم زوجته على المكان الذي كان يخبئ فيه زوجها مواده المشبوهة. وحضرت زوجة زعيم "الخلية الإرهابية"، التي جرى تفكيكها في مدن تمارة والصخيرات وتيفلت وطنجة، عملية تطويق العمارة السكنية وإجراءات التفتيش، والتي أسفرت عن حجز عربة تحمل اسم "حوت بلاي"، وهي موصدة بشكل محكم؛ وهو ما استدعى إخضاعها لبروتوكول الأمن والسلامة قبل الشروع في فتحها. وبعد حوالي ساعتين من الزمن، أسفرت إجراءات المسح والتفتيش عن العثور داخل عربة التبريد المملوكة لزعيم الخلية، وهو صاحب سوابق إجرامية، عن حجز ست قارورات زجاجية، تحتوي على مواد سائلة قابلة للانفجار وموصولة بقطع ثوب، ومدية كبيرة، علاوة على حاويتين من البلاستيك سعة إحداهما 20 لترا والثانية خمسة لترات، تضمان بقايا وآثار مواد كيميائية مشكوك فيها، سيتم إخضاعها للخبرات التقنية الضرورية من طرف معهد العلوم والأدلة الجنائية. ولم تستبعد مصادر هسبريس أن تكون "قنينات المولوتوف" معدة للاستعمال في حالة اكتشاف "المخطط الإرهابي"، الذي بلغ مراحل متقدمة من التنفيذ، في مواجهة العناصر الأمنية. وجرى جرد المواد المحجوزة داخل "عربة الحوت" وأخذ عينات منها من طرف خبراء الشرطة العلمية والتقنية، كما تم الكشف عنها من طرف تقني رصد المتفجرات، قبل أن يتم خفرها ووضعها رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يباشره المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف. وأشاد العديد من السكان القاطنين بحي العبادي بمدينة تمارة بتعاون زوجة أمير "الخلية الإرهابية" مع السلطات الأمنية المغربية، حيث صفق لها هؤلاء السكان بحرارة لحظة مغادرتها العمارة رفقة ضباط الشرطة القضائية وفرق الأمن الخاصة.