عثرت السلطات الأمنية المغربية، مساء اليوم الأربعاء، على مواد مشبوهة جديدة تخص الخلية الإرهابية التي جرى يوم الخميس الماضي تفكيكها في عدة مدن مغربية. وتدخلت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ابتداء من الساعة الخامسة مساء، على مستوى حي وادي الذهب في مدينة تمارة، حيث تم العثور في مستودع مهجور لإحدى العمارات السكنية على ست قنينات تحتوي على مواد حارقة كان ينوي أمير خلية "داعش" يلقب ب"الهيش مول التريبورتور"، استعمالها للقيام بعمليات تفجيرية أو في مواجهة عناصر أمنية. ووفق معطيات حصرية حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن فإن أمير الخلية عمد إلى إخفاء قنينات تحتوي على سوائل حارقة على شاكلة "مولوتوف" في مستودع سكني غير مستعمل وبدون "سانديك" حيث تقطن أخته، وبالضبط في عمارة الوقاقية الرقم 89. وخبأ "عبد الرزاق.ع"، المعروف حركيا لدى باقي أفراد الخلية المفككة مؤخرا بلقب "الهيش مول التريبورتور"، هذه المواد المشبوهة داخل عربة "حوت بلادي" التي كان يجول بها بين أحياء الرباطوتمارة، إذ كانت جاهزة للاستعمال في أي وقت في حالة اكتشاف مخططه الإرهابي الذي بلغ مراحل متقدمة من التنفيذ، قبل أن يحبطه الأمن المغربي. وشوهدت زوجة أمير "خلية تمارة" رفقة العناصر الأمنية، وهو ما يعني أنها هي من دلت السلطات على هذا المستودع، أو ربما نتيجة اعتراف "عبد الرزاق.ع" بالمكان الذي كان يخبئ فيه المواد القابلة للتفجير. وبعد التدخل الأمني الناجح المدعم بالشرطة العلمية والتقنية والسينو تقنية وعناصر مسرح الجريمة وفرقة الكشف عن المتفجرات، تم فتح عربة "حوت بلادي" وأخذ بصمات يدوية على "قنينات المولوتوف". وأورد بلاغ المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن إجراءات المسح والتفتيش مكنت من العثور داخل عربة التبريد المملوكة للمشتبه فيه عن حجز ستة قارورات زجاجية، تحتوي على مواد سائلة قابلة للانفجار وموصولة بقطع ثوب، ومدية كبيرة، علاوة على حاويتين من البلاستيك سعة إحداهما 20 لترا والثانية خمس لترات، تضمان بقايا وآثار مواد كيميائية مشكوك فيها، سيتم إخضاعها للخبرات التقنية الضرورية من طرف معهد العلوم والأدلة الجنائية. وقد تم جرد المواد المحجوزة في إطار هذه القضية، وأخذ عينات منها من طرف خبراء الشرطة العلمية والتقنية، كما تم الكشف عنها من طرف تقني رصد المتفجرات، قبل أن يتم خفرها ووضعها رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يباشره المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف. ووفق المعطيات التي كشفها "البسيج"، فإن أمير الخلية الإرهابية الذي جرى اعتقاله في مدينة تمارة، بائع سمك وله سوابق إجرامية وسجنية في سنتي 2004 و2006، ومعروف بتكوينه لعصابة إجرامية تنشط بالمنطقة سابقاً، قبل أن يتحول من عالم الإجرام إلى عالم التطرف والإرهاب. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أعلن سابقا عن تفكيك خلية إرهابية بمدن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، وأسفر عن توقيف خمسة متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة. وقال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إن التحريات الأولى بينت أن الخلية الإرهابية كانت تستهدف شخصيات عمومية وعسكرية، ومقرات مصالح الأمن والدرك في المغرب.