يستعدّ الممرضون وتقنيو الصحة لخوض وقفات احتجاجية جديدة ابتداء من يوم غد الخميس، أمام مقر وزارة الصحة بالرباط وأمام المديريات الجهوية للصحة، تليها وقفات مماثلة يوم 24 شتنبر، احتجاجا على عدم "الإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية بين مقدّمي العلاج". ويسود سخط كبير وسط الممرضين بسبب التفاوت الكبير بينهم وبين الأطباء في التعويض عن الأخطار المهنية، إذ قالت حركة الممرضين وتقنيي الصحة إن "الجماهير التمريضية أثار استغرابَها وسخطها التبخيس والتعويم لمطلب أساسي، ألا وهو الإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية بين مقدمي العلاج". التعويض عن الأخطار المهنية الذي يحصل عليه الممرضون وتقنيو الصحة لا يتجاوز 1400 درهم؛ في حين أن التعويض عن نفس الأخطار الذي يحصل عليه زملاؤهم الأطباء يبدأ من 2800 درهم ويصل إلى 5900 درهم شهريا. "نحن الممرضون وتقنيو الصحة لا نفهم سبب هذا التفاوت بيننا وبين الأطباء في التعويض عن الأخطار المهنية، علما أننا نواجه خطرا واحدا لا يفرّق بين فئات مقدمي العلاجات"، تقول فاطمة بلين، مسؤولة الإعلام والتواصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة. التفاوت الكبير في التعويض عن الأخطار المهنية بين الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة، الذي حددته وزارة الصحة، "غير مقبول ويحطّ من قيمة الممرض، كوننا، نحن الممرضين وتقنيي الصحة، من المزاولين في الصفوف الأمامية وجنود الصف الأوّل إلى جانب زملائنا الأطباء"، تضيف بلين. وأشارت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، إلى أن الممرضين يقدمون ثمانين في المائة من الخدمات الصحية، وفق أرقام منظمة الصحة العالمية، ويشاركون في تقديم عشرين في المائة من الخدمات المتبقية إلى جانب زملائهم الأطباء. ويأتي تحرك الممرضين وتقنيي الصحة في ظل انتشار جائحة كورونا، وما واكبها من مطالب بتحسين وضعية الأطقم الصحية، حيث اعتبرت حركة الممرضين وتقنيي الصحية أن الجائحة "أبانت عن أحقية ومشروعية" إنصافهم في التعويض عن الأخطار المهنية. وقالت الحركة المذكورة إنّ محضر اجتماع لجنتها، المنعقد بتاريخ 14 مارس 2019، وضع مطلب الإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية على رأس أولويات ملفها المطلبي، متهمة وزارة الصحة ب"محاولة طمس هذا المطلب وتهريبه إلى المطالب المشتركة بين الفئات". ونبّهت حركة الممرضين وتقنيي الصحة إلى أن "الشارع التمريضي لن يسكت عن هذه المهزلة"؛ بينما قالت فاطمة الزهراء بلين إن وزارة الصحة "استجابت بطريقة معوجّة للتعليمات الملكية السامية الذي أمر بتثمين مجهودات الأطر الصحية، وعلى رأسها الممرضون وتقنيو الصحة". وزادت المتحدثة قائلة "الوزارة تسعى، من خلال حوار مغشوش، أن تحصر إنصافنا في منحة "كوفيد"، التي لا نقبلها؛ لأن العمل في صفوف الكوفيد هو شرف لنا، ولكننا نطالب بالإنصاف في التعويض عن الأخطار، وهو مطلب لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نتنازل عنه". فاطمة بلين اعتبرت أن وزارة الصحة "تحاول الالتفاف على مطلب إنصافنا في التعويض عن الأخطار المهنية"، موضحة: "عوض ينصفونا ويرفعوا التعويض إلى 3000 درهم كيما طالبت النقابات، غادي ينقصو للأطباء من التعويض عن الأخطار ويردوه 1500 درهم، باش يزيدونا حنا الممرضين غير مية درهم باش زعما نتقادو معاهم، والفرق اللي غايحيّدو للأطباء غيضخّوه لهم في منحة أخرى، باش يهرّبوهم ثاني على الممرضين وتقنيي الصحة".