أصبح سكان دواوير يمرّ عبرها الطريق السريع الرابط بين مدينتي تيزنيتوالداخلةجنوب المملكة، الذي انطلقت أشغال شقّه منذ أسابيع، يعيشون وسط خوف مستدام على أرواحهم مع اقتراب الأشغال من منازلهم وما يرافقها من تفجيرات لكسر الصخور أدت إلى انهيار أجزاء من بيوتهم. "لقد أصبحنا نعيش في خطر حقيقي، لأنهم يستعملون أطنانا من البارود تُحدث انفجارات هائلة أدّت إلى تشقق جدران أغلب بيوتنا وسقوط أجزاء من أسقفها"، يقول محمد فقير، رئيس جمعية أبراج للتنمية والبيئة بدوار إد همو يحيى، موضحا في تصريح لهسبريس أن السكان يغادرون بيوتهم بعد كل انفجار خوفا من أن تنهار على رؤوسهم. وبحسب الإفادة التي قدمها المتحدث، فإن الخطر يظل يلاحق المواطنين المتضررين من أشغال شق الطريق السريع الرابط بين الداخلةوتيزنيت، حيث تصل الأحجار والشظايا الناجمة عن تفجير الصخور إلى وسط دواويرهم، التي لا تفصلها عن الطريق الجارية أشغالها سوى أمتار قليلة، مضيفا أن "الناس هنا يعيشون وسط الخطر". وسبق لجمعيات أن رفعت شكايات إلى عامل إقليمتيزنيت، وإلى مختلف الجهات المعنية، أمَلا في أن يُزال عن السكان الخطر المحدق بهم، لكن دون أن تتدخل أي جهة، كما حلّلت بعين المكان لجنة يرجح أنها من مصالح وزارة التجهيز، بعد نشر هسبريس لمقال حول الموضوع في وقت سابق، لكن الضرر لم يُرفع عن السكان. ورفعت جمعية أبراج للتنمية والبيئة شكاية جديدة إلى عامل إقليمتيزنيت، يوم فاتح شتنبر الجاري، حول الأضرار اللاحقة بالساكنة جراء شق الطريق المذكور، مذكّرة العامل بالوعد الذي قدمه يوم 5 مارس الماضي، القاضي بإيفاد لجنة لمعاينة الأضرار الناجمة عن استعمال المتفجرات، وهو ما لم يتم إلى حد الآن. وجاء الطلب الجديد المرفوع إلى عامل إقليمتيزنيت لإيفاد لجنة لمعاينة الأضرار التي لحقت السكان المشتكين، "بعد أن زادت حدّة تضررنا، حيث لم نعد نعاني فقط من تشقق جدران وسقوط أسقف بيوتنا، بل إننا أصبحنا محاصرين بالعطش، بعد أن جفّت الخزانات التقليدية (المطافي) التي نخزن فيها الماء بسبب قوة الانفجارات"، يوضح محمد فقير. وبحسب الإفادة التي قدمها الفاعل الجمعوي ذاته، فإن سكان دوار سيدي بوعبدلي أصبحوا مضطرين إلى شراء الماء لملء خزان لم يتشقق بعد، ويكلفهم ملؤه بالماء المستقدم من منطقة تبعد باثني عشر كيلومترا ثلاثة آلاف درهم، فيما أصبحت ماشيتهم مهددة بسبب عدم كفاية الماء المتوفر حتى لاستعمالاتهم الشخصية. وفيما لم تتحرك أي جهة لرفع الضرر عنهم، بادر السكان المشتكون إلى التحضير لخطوة احتجاجية تتمثل في مغادر بيوتهم ونصب خيام وسط الطريق السريع الجارية أشغال شقه، والاعتصام فيه إلى أن تتم الاستجابة لمطالبهم، بعد أن أصبح الخطر على مبعدة عشرات الأمتار من بيوتهم.